للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٤٠ - ﴿مَنْ يَأْتِيهِ عَذابٌ يُخْزِيهِ﴾ في الحياة الدنيا، والمغزى أنّ استسلام المجتمع للكفر وللقيم الزائفة يؤدي به إلى الانحطاط الروحي، ومن ثمّ إلى الكوارث الاجتماعية والعذاب الدنيوي ﴿وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذابٌ مُقِيمٌ﴾ في الآخرة.

﴿إِنّا أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ لِلنّاسِ بِالْحَقِّ فَمَنِ اِهْتَدى فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّما يَضِلُّ عَلَيْها وَما أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ﴾ (٤١)

٤١ - عودة لموضوع الآيات (٢٨، ٢٧، ٢٣، ١٨، ٢، ١):

﴿إِنّا أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ﴾ القرآن ﴿لِلنّاسِ﴾ لأجل الناس قاطبة ولأجل مصالحهم ﴿بِالْحَقِّ﴾ متضمنا ومبيّنا الحق ﴿فَمَنِ اِهْتَدى﴾ بهدي القرآن ﴿فَلِنَفْسِهِ﴾ يكون ذلك لمنفعته ﴿وَمَنْ ضَلَّ﴾ عن هدي القرآن ﴿فَإِنَّما يَضِلُّ عَلَيْها﴾ يكون ذلك وبالا عليه ﴿وَما أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ﴾ لا تستطيع، وليس من واجبك أن تجبرهم على الهدى، فلست مسؤولا عن سلوكهم وما وظيفتك إلاّ البلاغ.

﴿اللهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِها وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنامِها فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرى إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾ (٤٢)

٤٢ - قال الرازي عن ارتباط هذه الآية بما قبلها: إن الهداية أشبه بالحياة واليقظة، والضال أو الغافل الذي يتوصل للهداية أشبه بالنائم الذي يستيقظ على الحقيقة، كما أنّ الضلال أشبه بالموت، انظر [الأنعام ١٢٢/ ٦]:

﴿اللهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِها﴾ التوفّي يعني أخذ الشيء وافيا، وقد استعمل التعبير مجازا بمعنى الموت لأن الإماتة تقتضي استيفاء جميع الإشارات الحيوية من النفس بشكل دائم ﴿وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنامِها﴾ تشبيه النوم بالموت لأن الأنفس وقت النوم تبدو غائبة عن الوعي مؤقتا وإلى حدّ ما ﴿فَيُمْسِكُ﴾ الله تعالى الأنفس ﴿الَّتِي قَضى عَلَيْهَا الْمَوْتَ﴾ الدائم ﴿وَيُرْسِلُ الْأُخْرى﴾ يرسل الأنفس النائمة فيعيدها إلى اليقظة ﴿إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى﴾ إلى حين موتها الدائم،

<<  <  ج: ص:  >  >>