للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الخالق فإنهما ينصّران الولد أو يهوّدانه أو يمجسّانه، كما ورد في الحديث، أو يؤمنان ببعض الخرافات والطقوس، أو ينسبان صحة المولود والولادة لأنفسهما وجدارتهما، أو ينسبان ذلك لبعض الأولياء والصالحين أو القديسين، أو يسميان الولد أسماء مثل: عبد الرسول، أو عبد اللات، أو عبد شمس، أو عبد المسيح ..

﴿فَتَعالَى اللهُ عَمّا يُشْرِكُونَ﴾ تنزّه شأنه تعالى، وارتفع مجده، عمّا يشركون شركا ظاهرا بيّنا، أو شركا باطنا خفيّا، واستخدام ضمير الجمع هنا بعد ضمير التثنية في الأفعال قبله دليل على أنّ المراد بالزوجين جنس الرجل والمرأة، وليس فردين بعينهما.

﴿أَيُشْرِكُونَ ما لا يَخْلُقُ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ﴾ (١٩١)

١٩١ - ﴿أَيُشْرِكُونَ ما لا يَخْلُقُ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ﴾ بعد أن استجاب تعالى لدعائهم وخلق لهم الذرية الصالحة، فكيف يشركون به ما يعجز عن الخلق، بل لا يملك لنفسه جلب المنفعة ودفع الضرر، وهو تنبيه على سخافة تفكيرهم.

﴿وَلا يَسْتَطِيعُونَ لَهُمْ نَصْراً وَلا أَنْفُسَهُمْ يَنْصُرُونَ﴾ (١٩٢)

١٩٢ - ﴿وَلا يَسْتَطِيعُونَ لَهُمْ نَصْراً﴾ لا يستطيعون نصر عبدتهم، ممّن يستنصرون بهم، لأنهم من اختلاقهم أصلا فهم أعجز منهم ﴿وَلا أَنْفُسَهُمْ يَنْصُرُونَ﴾ ولا يستطيعون نصر أنفسهم ضد أعدائهم، بل إن عبدتهم هم الذين يدافعون عن المعبودين ويحاولون حمايتهم، سواء كانوا من الأفراد المؤلهين، أو الأولياء والأضرحة أو القديسين أو الأوثان.

﴿وَإِنْ تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدى لا يَتَّبِعُوكُمْ سَواءٌ عَلَيْكُمْ أَدَعَوْتُمُوهُمْ أَمْ أَنْتُمْ صامِتُونَ﴾ (١٩٣)

١٩٣ - ﴿وَإِنْ تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدى﴾ إن تطلبوا منهم الهداية والرشاد، وتقدير الخطاب: إن تدعوهم ليهدوكم إلى الهدى ﴿لا يَتَّبِعُوكُمْ﴾ إلى مرادكم، ولا يستجيبوا لكم، ولا يهدوكم إلى شيء ﴿سَواءٌ عَلَيْكُمْ أَدَعَوْتُمُوهُمْ أَمْ أَنْتُمْ﴾

<<  <  ج: ص:  >  >>