للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

﴿قُلْ ما سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ إِنْ أَجْرِيَ إِلاّ عَلَى اللهِ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ﴾ (٤٧)

٤٧ - ﴿قُلْ ما سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ﴾ المعنى لم أطلب منكم تعويضا ماديا دنيويا على تبليغ الرسالة ﴿إِنْ أَجْرِيَ إِلاّ عَلَى اللهِ﴾ من الثواب فقط ﴿وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ﴾ فقد أبلغتم الرسالة، ولا تضرّونني شيئا.

﴿قُلْ إِنَّ رَبِّي يَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلاّمُ الْغُيُوبِ﴾ (٤٨)

٤٨ - ﴿قُلْ إِنَّ رَبِّي يَقْذِفُ بِالْحَقِّ﴾ على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق، فيزيله، انظر [الأنبياء ١٨/ ٢١]، وأيضا إن الله تعالى يقذف بالحق في قلوب عباده المؤمنين، أو الذين لديهم قابلية للإيمان، فيؤمنون ويزداد إيمانهم ﴿عَلاّمُ الْغُيُوبِ﴾ يعلم ما في قلوب خلقه من ميول، وما جبلت عليه.

﴿قُلْ جاءَ الْحَقُّ وَما يُبْدِئُ الْباطِلُ وَما يُعِيدُ﴾ (٤٩)

٤٩ - ﴿قُلْ جاءَ الْحَقُّ﴾ وزهق الباطل، ببعثة النبي ﴿وَما يُبْدِئُ الْباطِلُ﴾ الكفر والشرك ﴿وَما يُعِيدُ﴾ لأن الباطل في حد ذاته ليس سوى وهم، فكيف للوهم أن يفعل شيئا؟

﴿قُلْ إِنْ ضَلَلْتُ فَإِنَّما أَضِلُّ عَلى نَفْسِي وَإِنِ اِهْتَدَيْتُ فَبِما يُوحِي إِلَيَّ رَبِّي إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ﴾ (٥٠)

٥٠ - ﴿قُلْ إِنْ ضَلَلْتُ فَإِنَّما أَضِلُّ عَلى نَفْسِي﴾ وحدي أتحمّل عاقبة الضلال ﴿وَإِنِ اِهْتَدَيْتُ فَبِما يُوحِي إِلَيَّ رَبِّي﴾ والاهتداء بهدايته تعالى ﴿إِنَّهُ سَمِيعٌ﴾ للدعاء ﴿قَرِيبٌ﴾ من عباده.

﴿وَلَوْ تَرى إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ وَأُخِذُوا مِنْ مَكانٍ قَرِيبٍ﴾ (٥١)

٥١ - ﴿وَلَوْ تَرى﴾ أيها الرسول، أو أيها المؤمن ﴿إِذْ فَزِعُوا﴾ فزع الكفار يوم القيامة ﴿فَلا فَوْتَ﴾ لا يفوتون الله ﷿، وليس لهم من مفرّ يفرّون إليه ﴿وَأُخِذُوا مِنْ مَكانٍ قَرِيبٍ﴾ وليس أقرب من داخلهم ونفوسهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>