واختيارا حرّا يصعدون بهما إلى مصاف الملائكة إن شاؤوا، أو يهبطون بهما إلى درك الشياطين، وذلك مغزى عصيان إبليس ومحاولته غواية الناس، والوسوسة الشيطانية لهم،
١٩ - ﴿وَيا آدَمُ اُسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ﴾ اقتضت الحكمة الإلهية أن تكون الجنة دار الاختبار المؤقت للإنسان لقوله تعالى ﴿وَإِذْ قالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً﴾ [البقرة ٣٠/ ٢]، فلم تكن سوى مرحلة سبقت هبوط الإنسان إلى الأرض، مجال خلافته، سواء كان الهبوط ماديا أو معنويا،
﴿فَكُلا مِنْ حَيْثُ شِئْتُما﴾ لأنّ الأصل في الأمور الحلّ ﴿وَلا تَقْرَبا هذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونا مِنَ الظّالِمِينَ﴾ النهي عن الاقتراب من الشجرة كناية عن جعل الإنسان حرّا في الاختيار بين الصواب والخطأ، انظر شرح آية [البقرة ٣٥/ ٢].
ومن جهة ثانية، ليس في القرآن، كما في كتب اليهود، أنه تعالى خلق حواء من ضلع آدم، وما روي في هذا المعنى مأخوذ من الإسرائيليات، وحديث أبي هريرة في الصحيحين «إن المرأة خلقت من ضلع أعوج» ليس سوى كناية، كقوله تعالى ﴿خُلِقَ الْإِنْسانُ مِنْ عَجَلٍ﴾ [الأنبياء ٣٧/ ٢١]، بدليل تتمة الحديث «فإن ذهبت تقوّمه كسرته وإن تركته لم يزل أعوج فاستوصوا بالنساء» والمغزى لا تحاولوا تقويم النساء بالشدة، انظر تفسير المنار،