للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

﴿لِيَجْعَلَ ما يُلْقِي الشَّيْطانُ فِتْنَةً لِلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْقاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ الظّالِمِينَ لَفِي شِقاقٍ بَعِيدٍ﴾ (٥٣)

٥٣ - ﴿لِيَجْعَلَ ما يُلْقِي الشَّيْطانُ فِتْنَةً﴾ اختبارا ﴿لِلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ﴾ من المنافقين والمذبذبين الذين يعبدون الله على حرف، الآية (١١)، ﴿وَالْقاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ﴾ من المصرّين على الكفر ﴿وَإِنَّ الظّالِمِينَ﴾ أنفسهم بالإنكار والتعامي، والوقوع في وساوس الشيطان ﴿لَفِي شِقاقٍ بَعِيدٍ﴾ هم في شقّ من التفكير والضلال، والمؤمنون في شق آخر بعيد عنهم كلّ البعد.

﴿وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ اللهَ لَهادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾ (٥٤)

٥٤ - ﴿وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ﴾ اليقيني، وليس الظني التخميني ﴿أَنَّهُ﴾ القرآن الكريم ﴿الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ﴾ وحي من السماء، وليس تخيلات شيطانية ﴿فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ﴾ تخشع له ﴿وَإِنَّ اللهَ لَهادِ الَّذِينَ آمَنُوا﴾ يقينا ﴿إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾.

﴿وَلا يَزالُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ حَتّى تَأْتِيَهُمُ السّاعَةُ بَغْتَةً أَوْ يَأْتِيَهُمْ عَذابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ﴾ (٥٥)

٥٥ - ﴿وَلا يَزالُ الَّذِينَ كَفَرُوا﴾ وأصرّوا على الكفر ﴿فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ﴾ في شك من القرآن الكريم، بل في شك من وجود الله تعالى ﴿حَتّى تَأْتِيَهُمُ السّاعَةُ بَغْتَةً﴾ فلا تفيدهم التوبة ﴿أَوْ يَأْتِيَهُمْ عَذابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ﴾ ينقطع رجاؤهم وقت وفاتهم.

﴿الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ لِلّهِ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ فِي جَنّاتِ النَّعِيمِ﴾ (٥٦)

٥٦ - ﴿الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ لِلّهِ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ﴾ يوم يتضح الحق من الباطل ﴿فَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ فِي جَنّاتِ النَّعِيمِ﴾ كنتيجة طبيعية لما كانوا عليه من الإيمان.

<<  <  ج: ص:  >  >>