حولهم سرّا خفيّا مريعا غير معتاد، وما هو إلاّ هالة روحية مهيبة محيطة بهم، تثير الروعة في الناظر إليها، فتوحي إليه أنه يقف أمام نخبة مختارة من عباد الله،
١٩ - ﴿وَكَذلِكَ بَعَثْناهُمْ﴾ بعد هذه الإنامة الطويلة ﴿لِيَتَسائَلُوا بَيْنَهُمْ قالَ قائِلٌ مِنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ قالُوا لَبِثْنا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ﴾ اهتمّ أحدهم بمعرفة المدة "الفعلية" التي انقضت ما بين نومهم وإفاقتهم، وغاب عنه نسبية الزمن الدنيوي ﴿قالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِما لَبِثْتُمْ﴾ الواضح من إجابة الباقين أنهم كانوا مستوعبين لحقيقة أنّ الزمن الدنيوي لا حقيقة "فعلية" له، ولا معنى، في جنب الزمن المطلق، وما بين وجهتي النظر هاتين بين الزمن الدنيوي والزمن المطلق إشارة لقوله تعالى بالآية (١٢): ﴿أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصى لِما لَبِثُوا أَمَداً﴾،
﴿فَابْعَثُوا أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ﴾ بدراهمكم ﴿هذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنْظُرْ أَيُّها أَزْكى طَعاماً فَلْيَأْتِكُمْ بِرِزْقٍ مِنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ وَلا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَداً﴾ ظنّوا الزمن الدنيوي متوقفا خلال فترة رقودهم، كما في حالة الرجل الذي أماته الله مئة عام ثم بعثه، انظر آية [البقرة ٢٥٩/ ٢]،