للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

﴿فمن أعمته المادة يتكبّر ويعرض عن الله في حال إقبال الدنيا عليه، ثمّ يدعوه في حال إدبارها: ﴿وَإِذا أَنْعَمْنا عَلَى الْإِنْسانِ أَعْرَضَ وَنَأى بِجانِبِهِ وَإِذا مَسَّهُ الشَّرُّ فَذُو دُعاءٍ عَرِيضٍ﴾ (٥١)،

وهنا تعود السورة للنقطة التي بدأت منها (بالآية ٢) فتخاطب السورة الذين يتخبطون في الشك بين الحق والباطل، وبين مادية الدنيا وحتمية الآخرة، أن ينفوا الشكوك ويؤمنوا بالقرآن: ﴿قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كانَ مِنْ عِنْدِ اللهِ ثُمَّ كَفَرْتُمْ بِهِ مَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ هُوَ فِي شِقاقٍ بَعِيدٍ﴾ (٥٢)،

وتختم السورة بالعودة إلى موضوع (الآيات ٥ و ٢٦ و ٤٤) فتحضّ المنكرين على التفكير في كون القرآن منزلا قبل وقوع العاقبة المترتبة على تشنجهم الفكري، وأنه تعالى سوف يريهم الآيات في أنفسهم وفي الآفاق من خلال تعميق إدراكهم لمعجزة خلق الكون ومزيد من الفهم للنفس البشرية حتى يتبين لهم وجود الخالق المدبّر: ﴿سَنُرِيهِمْ آياتِنا فِي الْآفاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ﴾ (٥٣).

وفي حين أنهم يشكّكون في الساعة والحساب فإنّ الله تعالى محيط بهم وبأعمالهم، فلا شيء يذهب سدى: ﴿أَلا إِنَّهُمْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقاءِ رَبِّهِمْ أَلا إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطٌ (٥٤)﴾.

<<  <  ج: ص:  >  >>