للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأن من سننه تعالى في الخلق أن الأمم تتبع ما تظنّه صوابا فلا ينخدع المسلمون بضلال غيرهم، بل يلتزمون بما هم عليه من الهدى، ولا يثنيهم ذلك عن الدعوة إلى الإسلام: ﴿لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنا مَنْسَكاً هُمْ ناسِكُوهُ فَلا يُنازِعُنَّكَ فِي الْأَمْرِ وَاُدْعُ إِلى رَبِّكَ إِنَّكَ لَعَلى هُدىً مُسْتَقِيمٍ﴾ (٦٧)، وأن يتفادوا الجدل العقيم مع المجادلين بالباطل، في إشارة للآيات (٣، ٨): ﴿وَإِنْ جادَلُوكَ فَقُلِ اللهُ أَعْلَمُ بِما تَعْمَلُونَ﴾ (٦٨)، والحساب على الله: ﴿اللهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ فِيما كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ﴾ (٦٩).

وأن الإسلام دين الأنبياء من الأزل، دين يسر وسهولة وقريب من العقل، ينفي الحرج، ويأخذ بالاعتبار ضعف الانسان: ﴿وَجاهِدُوا فِي اللهِ حَقَّ جِهادِهِ هُوَ اِجْتَباكُمْ وَما جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْراهِيمَ هُوَ سَمّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هذا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ وَاِعْتَصِمُوا بِاللهِ هُوَ مَوْلاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلى وَنِعْمَ النَّصِيرُ﴾ (٧٨).

﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اِتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ﴾ (١)

١ - استمرار الخطاب من آخرسورة الأنبياء: ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ﴾ قاطبة ﴿اِتَّقُوا رَبَّكُمْ﴾ كونوا على علم بما سوف تؤول إليه الأمور ﴿إِنَّ زَلْزَلَةَ السّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ﴾ يوم القيامة.

﴿يَوْمَ تَرَوْنَها تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذاتِ حَمْلٍ حَمْلَها وَتَرَى النّاسَ سُكارى وَما هُمْ بِسُكارى وَلكِنَّ عَذابَ اللهِ شَدِيدٌ﴾ (٢)

٢ - ﴿يَوْمَ تَرَوْنَها تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمّا أَرْضَعَتْ﴾ تذهل عن أعزّ ما لديها، والمغزى أن كل امرئ يذهل يومها عن أعز ما لديه ﴿وَتَضَعُ كُلُّ ذاتِ حَمْلٍ حَمْلَها﴾ قبل أوانه ﴿وَتَرَى النّاسَ سُكارى﴾ في ظاهرهم، لهول الموقف ﴿وَما﴾

<<  <  ج: ص:  >  >>