﴿رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ﴾ (٧) فليس على المؤمن سوى البلاغ.
﴿وأن المكذّبين يحاولون التوصل لحلول وسط مع المؤمنين: ﴿فَلا تُطِعِ الْمُكَذِّبِينَ﴾ (٨)
في حين لا مجال لحلول وسط في شؤون العقيدة: ﴿وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ﴾ (٩)
وأن أهواء شرار الناس - المذكور نموذج منها في الآيات التالية - غير جديرة بالاتّباع، ومن هؤلاء من هو كثير الحلف في الحق والباطل متجريء على اسمه تعالى، فهو حقير الرأي والتدبير: ﴿وَلا تُطِعْ كُلَّ حَلاّفٍ مَهِينٍ﴾ (١٠)
والذي من شأنه الطعن في الغير، والمشي بالنميمة بين الناس ليفسد بينهم:
﴿هَمّازٍ مَشّاءٍ بِنَمِيمٍ﴾ (١١)
والبخيل، الظالم، كثير الآثام: ﴿مَنّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ﴾ (١٢)
المؤذي، الذي لا يفيد المجتمع بشيء: ﴿عُتُلٍّ بَعْدَ ذلِكَ زَنِيمٍ﴾ (١٣)
والذي يظنّ في نجاحه الدنيوي وكثرة المال والولد والأتباع دليلا على مصداقيته: ﴿أَنْ كانَ ذا مالٍ وَبَنِينَ﴾ (١٤)
وبالتالي فهو مستغن عن الوحي بزعمه: ﴿إِذا تُتْلى عَلَيْهِ آياتُنا قالَ أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ﴾ (١٥)
في حين أنّ عاقبة أمثاله تصير إلى الخنوع: ﴿سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ﴾ (١٦) وقوله ﴿الْخُرْطُومِ﴾ إشارة لأن مثل هذا الشخص كالحيوان غير مستفيد من نعمة العقل.
وتضرب السورة مثلا على شرار الناس بأصحاب جنة - بستان - صمّموا سلفا على حصاد المحصول دون إعطاء الفقراء حقهم منه، مع أن الله تعالى