للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[النظم في السورة]

﴿تبدأ السورة بنهي المؤمنين أن يجعلوا رغباتهم الشخصية متقدمة على ما يأمر به القرآن الكريم وما تقتضيه السنة الشريفة، وبعبارة أخرى عدم تقديم المصلحة الشخصية على المصلحة العامة: ﴿يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللهِ وَرَسُولِهِ وَاِتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾ (١)

وترشد المؤمنين إلى الأدب في التعامل مع النبي ، وبالتالي مع العلماء من بعده لقوله : "العلماء ورثة الأنبياء": ﴿يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْواتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمالُكُمْ وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ﴾ (٢)، فرفع الصوت على وجه الإيذاء أو الاستهانة محبط للعمل، وخفض الصوت أفضل للاستفهام وللحوار، وقد يحبط العمل دون شعور من صاحبه.

والذين يلتزمون قواعد الأدب المشار لها يظهر إلى العلن مظهر من مظاهر تقواهم الموجبة للمغفرة والأجر العظيم: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْواتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ أُولئِكَ الَّذِينَ اِمْتَحَنَ اللهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوى لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ﴾ (٣)

أما الذين يستعجلون خروج النبي إليهم بندائه من بيته فذلك مما لا يعقل:

﴿إِنَّ الَّذِينَ يُنادُونَكَ مِنْ وَراءِ الْحُجُراتِ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ * وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا حَتّى تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ لَكانَ خَيْراً لَهُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ (٤ - ٥)

وبعد أن بينت السورة قواعد الأدب مع النبي، وبالتالي العلماء وأولياء الأمر من بعده، تنتقل للإرشاد لوجوب الحفاظ على سمعة الأفراد وبالتالي سلامة المجتمع، فتحذّر من التسرع في تصديق ناقلي الإشاعات وتسمي ناقل الإشاعة فاسقا: ﴿يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلى ما فَعَلْتُمْ نادِمِينَ (٦)

<<  <  ج: ص:  >  >>