﴿بِالْحَقِّ﴾ ذلك من الوضوح لذوي العقول النيرة حيث لا يمكن إنكاره إلا من قبل المكابر الجاحد الغافل ﴿إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ﴾ أيها الكفار ﴿وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ﴾ خيرا منكم.
﴿وَما ذلِكَ عَلَى اللهِ بِعَزِيزٍ﴾ (٢٠)
٢٠ - ﴿وَما ذلِكَ﴾ المذكور من إذهاب الكفار والإتيان بخلق جديد مكانهم ﴿عَلَى اللهِ بِعَزِيزٍ﴾ ليس بمتعذر ولا بمتعسر.
٢١ - ﴿وَبَرَزُوا لِلّهِ جَمِيعاً﴾ يوم القيامة، ومعنى برزوا أنه لا يخفى منهم أحد ولا تخفى منهم خافية بعد أن كانوا يستترون على ذنوبهم في الدنيا، واستخدام الفعل الماضي لبيان تحقق وقوعه لا محالة فكأنه وقع فعلا ﴿فَقالَ الضُّعَفاءُ لِلَّذِينَ اِسْتَكْبَرُوا﴾ أي لرؤسائهم الذين كانوا يتبعونهم في الرأي والأمر والنهي، ويظنون فيهم العقل والرشاد ﴿إِنّا كُنّا لَكُمْ تَبَعاً﴾ أي كنّا أتباعكم في الحياة الدنيا نتبعكم في التقليد وفي تجميد عقولنا وفي تكذيبكم الرسل ﵈ ونبذ رسالاتهم ﴿فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنّا مِنْ عَذابِ اللهِ﴾ وهو سؤال توبيخ وتقريع وملامة مريرة ﴿مِنْ شَيْءٍ﴾ أي بعض الشيء ﴿قالُوا﴾ أي الزعماء والمستكبرون ﴿لَوْ هَدانَا اللهُ لَهَدَيْناكُمْ﴾ ولكن ضللنا فضلّلناكم معنا ﴿سَواءٌ عَلَيْنا أَجَزِعْنا أَمْ صَبَرْنا﴾ فلا ينفع الجزع ولا الصبر في ذلك اليوم، ونحن وإياكم سواء في سوء العاقبة ﴿ما لَنا مِنْ مَحِيصٍ﴾ ليس لنا مكان نحن ولا أنتم ننجو به من هذه العاقبة التي استوجبناها لأنفسنا، وقد فات أوان التوبة بعد كشف الحجب،