١٣ - ﴿وَثَمُودُ وَقَوْمُ لُوطٍ وَأَصْحابُ الْأَيْكَةِ﴾ أصحاب الأيكة قوم شعيب في مدين ﴿أُولئِكَ الْأَحْزابُ﴾ كأنّهم تحزّبوا وتكاتف بعضهم مع بعض في إنكار الأنبياء والرسل والوحي الإلهي.
١٥ - ﴿وَما يَنْظُرُ هؤُلاءِ﴾ أي قريش أو غيرهم من المكذّبين ﴿إِلاّ صَيْحَةً واحِدَةً﴾ يترتب عليها هلاكهم ﴿ما لَها مِنْ فَواقٍ﴾ عندما يحين موعدها فلا شيء يفوق الزمن المقدّر لهلاكهم.
١٦ - ﴿وَقالُوا رَبَّنا عَجِّلْ لَنا قِطَّنا﴾ قالوه على سبيل السخرية، أي عجّل لنا قسطنا من العذاب ﴿قَبْلَ يَوْمِ الْحِسابِ﴾ ولا تمهلنا ليوم الحساب، قالوه إمعانا في التحدّي، وهذا القول يقوله الكفرة والجهلة في كل زمن.
١٧ - ﴿اِصْبِرْ﴾ أيها الرسول، وأيها المؤمن ﴿عَلى ما يَقُولُونَ﴾ من العناد والمكابرة، ودعهم وشأنهم، فليس على المؤمن سوى الذكرى، انظر [الأعلى ٩/ ٨٧]، ﴿وَاُذْكُرْ﴾ في نفسك، أو اذكر لهؤلاء المكذّبين قصة داوود وغيره من الأنبياء مثل سليمان، وأيوب، وإبراهيم وإسحاق ويعقوب، وإسماعيل واليسع وذا الكفل، الذين سوف يرد ذكرهم، لاقوا أشد العنت والتكذيب من أقوامهم، كما لاقى النبي من قومه، لعلهم يتوبون، فلا تيأس من إيمانهم، ﴿وَاُذْكُرْ عَبْدَنا داوُدَ ذَا الْأَيْدِ﴾ ذا القوّة على أداء الطاعات ﴿إِنَّهُ أَوّابٌ﴾ رجّاع إلى ربه بالاستغفار.