للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

﴿ما كانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُمْ مِنَ الْأَعْرابِ أَنْ يَتَخَلَّفُوا عَنْ رَسُولِ اللهِ﴾ لا يصحّ منهم التخلف عن الغزو مع رسول الله، وخصّ بالذكر أهل المدينة، والأعراب الذين كانوا حولها، لكونهم أقرب الناس جوارا للنبي ﴿وَلا يَرْغَبُوا بِأَنْفُسِهِمْ عَنْ نَفْسِهِ﴾ ليس لهم أن يكرهوا لأنفسهم ما يرضاه الرسول لنفسه، ولا يطلبوا لأنفسهم الرخاء والراحة، حال ما يكون رسول الله في الحر والمشقة، قال الزمخشري: أمروا أن يكابدوا الأهوال معه برغبة ونشاط واغتباط وأن يلقوا من الشدائد ما تلقاه نفسه الكريمة التي هي أعز نفس عند الله وأكرمها ﴿ذلِكَ بِأَنَّهُمْ لا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ﴾ عطش شديد ﴿وَلا نَصَبٌ﴾ تعب وإعياء ﴿وَلا مَخْمَصَةٌ﴾ مجاعة شديدة يضمر لها البطن ﴿فِي سَبِيلِ اللهِ﴾ في جهاد أعدائه أو في طاعته مطلقا ﴿وَلا يَطَؤُنَ مَوْطِئاً يَغِيظُ الْكُفّارَ﴾ يتخذون موقفا يغيظ الكفار ﴿وَلا يَنالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلاً﴾ كالأسر والقتل والهزيمة المادية والمعنوية ﴿إِلاّ كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صالِحٌ﴾ الكلام عن غزوة تبوك ولكن العبرة عامة، فمن قصد خيرا في سبيل الله كان سعيه مشكورا بكل نشاط يقوم به ﴿إِنَّ اللهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ﴾ على إحسانهم.

﴿وَلا يُنْفِقُونَ نَفَقَةً صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً وَلا يَقْطَعُونَ وادِياً إِلاّ كُتِبَ لَهُمْ لِيَجْزِيَهُمُ اللهُ أَحْسَنَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ﴾ (١٢١)

١٢١ - ﴿وَلا يُنْفِقُونَ نَفَقَةً صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً﴾ في الجهاد ﴿وَلا يَقْطَعُونَ وادِياً﴾ أي أرضا في ذهابهم ومجيئهم، لأنه في لغة العرب شاع استخدام الوادي بمعنى الأرض ﴿إِلاّ كُتِبَ لَهُمْ﴾ ثوابه ﴿لِيَجْزِيَهُمُ اللهُ أَحْسَنَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ﴾ يكون الجزاء أحسن من عملهم وأجلّ وأفضل، أو يكون على قدر الأحسن من أعمالهم،

﴿وَما كانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ﴾ (١٢٢)

١٢٢ - تتمة الخطاب من الآية (١١٩)﴾ التي تحض المؤمنين أن يكونوا مع الصادقين، فمن صدقهم أن يستجيبوا للنفير والجهاد مع النبي ، (الآية ١٢٠)،

<<  <  ج: ص:  >  >>