سميت هذه السورة «البقرة» لأن قصة البقرة وردت فيها، (الآيات ٦٧ - ٧٣)، ولا يعني ذلك أن قصة البقرة هي موضوعها الرئيسي وإنما الاسم مجرّد تعريف أو عنوان للسورة.
نزّلت هذه السورة بكاملها تقريبا خلال السنتين الأولى والثانية بعد الهجرة النبوية، والقليل الباقي منها نزل فيما بعد، وهكذا نرى في هذه السورة آيات تحريم الربا، (الآيات ٢٧٥ - ٢٨١)، التي نزلت في الأيام الأخيرة من حياة النبي ﷺ، وقيل إن (الآية ٢٨١) كانت آخر ما نزل من الوحي.
[الخلفية التاريخية]
قبل الهجرة النبوية إلى المدينة كانت الرسالة الإسلامية منحصرة في مكة، وموجّهة بصورة رئيسية لمشركي الجزيرة العربية، ولكن بعد الهجرة، كان على الرسالة أن توجّه لليهود القاطنين في المدينة وما حولها، والمعروف أنّ عقيدة اليهود تدهورت كثيرا، عبر القرون، عن أصل الدين الذي نزل على موسى ﵇ قبل البعثة الإسلامية بحوالي ١٨ ثمانية عشر قرنا من الزمن، وكان اليهود قد غيّروا ما تبقّى لديهم من التوراة وخلطوا كلام البشر مع الوحي الإلهي، وابتكروا كثيرا من التفاصيل والدقائق الشرعية الفرعية وتعلّقوا بالشكليات وجعلوها عبئا على الشريعة، واستغرقوا بها حتى لم يبق عندهم من الدين سوى هيكلية مشوّهة من الطقوس، وشمل التدهور علماءهم وجهّالهم على السواء،