للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لقوله تعالى: ﴿وَلَوْ شِئْنا لَآتَيْنا كُلَّ نَفْسٍ هُداها وَلكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنّاسِ أَجْمَعِينَ﴾ [السجدة ١٣/ ٣٢]، أي الكافرين منهم ﴿فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ﴾ لشدة عنادهم ومكابرتهم وتشنج عقولهم على التقليد.

﴿إِنّا جَعَلْنا فِي أَعْناقِهِمْ أَغْلالاً فَهِيَ إِلَى الْأَذْقانِ فَهُمْ مُقْمَحُونَ﴾ (٨)

٨ - ﴿إِنّا جَعَلْنا فِي أَعْناقِهِمْ أَغْلالاً فَهِيَ إِلَى الْأَذْقانِ﴾ كناية عن إنكارهم الحقيقة وكفرهم المتعمّد ﴿فَهُمْ مُقْمَحُونَ﴾ رؤوسهم مرفوعة للأعلى بسبب الأغلال في أعناقهم، كناية عن عنجيّتهم وتكبّرهم وسوء استعدادهم، مستكبرين عن اتّباع الرسل، شامخين برؤوسهم، وقد سدّوا أبواب النظر فيما ينفعهم، كما في آية [البقرة ٧/ ٢].

﴿وَجَعَلْنا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْناهُمْ فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ﴾ (٩)

٩ - ﴿وَجَعَلْنا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا﴾ فلا يتقدّمون فكريا ولا يرجعون، كناية عن ماديتهم المحضة، ومنتهى الركود الروحاني لديهم ﴿فَأَغْشَيْناهُمْ فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ﴾ على سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة، لا يسمعون ولا يبصرون الحقيقة، وليس معنى ذلك أن الله تعالى فرض ذلك عليهم ابتداء، وإنما نتيجة خيارهم الحر وسوء استعدادهم.

﴿وَسَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ﴾ (١٠)

١٠ - ﴿وَسَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ﴾ كما في آية [البقرة ٦/ ٢]، لأنهم صمّموا سلفا على إنكار الحقيقة ولم يعطوا أنفسهم فرصة التفكير، ولا فرصة تقويم الرسالة السماوية من حيث جدارتها.

﴿إِنَّما تُنْذِرُ مَنِ اِتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمنَ بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ (١١)

<<  <  ج: ص:  >  >>