للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

﴿وَأَخِي هارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِساناً فَأَرْسِلْهُ مَعِي رِدْءاً يُصَدِّقُنِي إِنِّي أَخافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ﴾ (٣٤)

٣٤ - ﴿وَأَخِي هارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِساناً﴾ لم يكن موسى طليق اللسان كأخيه ﴿فَأَرْسِلْهُ مَعِي رِدْءاً﴾ مساعدا ﴿يُصَدِّقُنِي﴾ فيشهد لي بطلاقة لسانه على صدق دعوتي ﴿إِنِّي أَخافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ﴾ إن لم أعرض قضيتي بطلاقة.

﴿قالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُما سُلْطاناً فَلا يَصِلُونَ إِلَيْكُما بِآياتِنا أَنْتُما وَمَنِ اِتَّبَعَكُمَا الْغالِبُونَ﴾ (٣٥)

٣٥ - ﴿قالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ﴾ أزرك ﴿بِأَخِيكَ﴾ هارون ﴿وَنَجْعَلُ لَكُما سُلْطاناً﴾ حجة وتسلّطا ﴿فَلا يَصِلُونَ إِلَيْكُما بِآياتِنا﴾ بآيات الله التي تحميهم ﴿أَنْتُما وَمَنِ اِتَّبَعَكُمَا﴾ من قوم فرعون ﴿الْغالِبُونَ﴾ على أعدائكم.

﴿فَلَمّا جاءَهُمْ مُوسى بِآياتِنا بَيِّناتٍ قالُوا ما هذا إِلاّ سِحْرٌ مُفْتَرىً وَما سَمِعْنا بِهذا فِي آبائِنَا الْأَوَّلِينَ﴾ (٣٦)

٣٦ - ﴿فَلَمّا جاءَهُمْ مُوسى بِآياتِنا﴾ بالمعجزات ﴿بَيِّناتٍ﴾ واضحات ﴿قالُوا ما هذا إِلاّ سِحْرٌ مُفْتَرىً﴾ لما اعتادوا عليه من تداول السحر في حياتهم اليومية ﴿وَما سَمِعْنا بِهذا فِي آبائِنَا الْأَوَّلِينَ﴾ لأن ما شاهدوه من الفرق بين الحقيقة والظاهر يفوق السحر الذي اعتادوا خداع الناس به.

﴿وَقالَ مُوسى رَبِّي أَعْلَمُ بِمَنْ جاءَ بِالْهُدى مِنْ عِنْدِهِ وَمَنْ تَكُونُ لَهُ عاقِبَةُ الدّارِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظّالِمُونَ﴾ (٣٧)

٣٧ - ﴿وَقالَ مُوسى﴾ لفرعون ﴿رَبِّي أَعْلَمُ بِمَنْ جاءَ بِالْهُدى مِنْ عِنْدِهِ﴾ من عند الله، والمعنى؛ إن الله تعالى قد جعل موسى أهلا للنبوة والهداية، ولو كان كما يزعمون كاذبا ساحرا مفتريا لما كان أهلا لذلك، فالله تعالى لا يرسل الكاذبين، ولا ينبّئ السحرة، ولا يفلح عنده الظالمون ﴿وَمَنْ تَكُونُ لَهُ عاقِبَةُ﴾

<<  <  ج: ص:  >  >>