صرحا يكون علامة لما حلّ بهم من رقود، وبعث، ثم موت ﴿رَبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ قالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِداً﴾ وهكذا تنتهي القصة هنا فجأة، كعادة القرآن الكريم، حيث لا يروي القصص لمجرّد التأريخ بل لبيان العبر منها،
٢٢ - ﴿سَيَقُولُونَ﴾ في المستقبل بعد مرور الزمن، ممّا يدلّ أن قصة أهل الكهف شغلت أذهان الناس لمدة طويلة ﴿ثَلاثَةٌ رابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْماً بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ ما يَعْلَمُهُمْ إِلاّ قَلِيلٌ﴾ من العارفين قطعا ﴿فَلا تُمارِ فِيهِمْ إِلاّ مِراءً ظاهِراً﴾ لا تجادل في موضوعهم إلاّ بجدال واضح ﴿وَلا تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَداً﴾ لا تطلب المعرفة من القصّاصين والخائضين فيما لا يعلمون،
٢٣ - ﴿وَلا تَقُولَنَّ﴾ أيها النبي، أو أيها الإنسان ﴿لِشَيْءٍ﴾ تعزم عليه ﴿إِنِّي فاعِلٌ ذلِكَ غَداً﴾ لأنّ الغد ليس في سيطرة البشر في كينونته أو عدمها، وفي ذلك عودة لمفهوم الزمن الذي أوردته القصة،
٢٤ - ﴿إِلاّ أَنْ يَشاءَ اللهُ﴾ أن يحين الغد، فيفعل المرء ما شاء الله أن يفعل ﴿وَاُذْكُرْ رَبَّكَ﴾ أيها المؤمن ﴿إِذا نَسِيتَ﴾ وجوب إرجاع الأمور إليه تعالى ﴿وَقُلْ عَسى أَنْ يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هذا رَشَداً﴾ أقرب ممّا أنا عليه من الرشد،