للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويجب الانتباه هنا إلى دقيقة وهي التفريق بين النفس وبين الروح، فالموت هو للنفس، أما الروح فلا تموت بل تستمر في الحياة ﴿إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾ في كيفية تعلق الأنفس بالأجساد، والفرق بين النفس والروح.

﴿أَمِ اِتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللهِ شُفَعاءَ قُلْ أَوَلَوْ كانُوا لا يَمْلِكُونَ شَيْئاً وَلا يَعْقِلُونَ﴾ (٤٣)

٤٣ - ﴿أَمِ اِتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللهِ شُفَعاءَ﴾ مع كل هذه البراهين القاهرة على قدرته تعالى، فإن معظم الناس يميلون إلى تجاهلها، بل يظنون أن الشفيع يمكنه أن يشفع من دون إذنه تعالى، وقد نقض القرآن الكريم ظنهم بقوله: ﴿وَلا يَشْفَعُونَ إِلاّ لِمَنِ اِرْتَضى﴾ [الأنبياء ٢٨/ ٢١]، ﴿قُلْ أَوَلَوْ كانُوا﴾ الشفعاء ﴿لا يَمْلِكُونَ شَيْئاً﴾ من المقدرة ﴿وَلا يَعْقِلُونَ﴾ لأنهم إما جمادات أو أموات أو شخصيات مؤلهة أو آلهة مزعومة.

﴿قُلْ لِلّهِ الشَّفاعَةُ جَمِيعاً لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ﴾ (٤٤)

٤٤ - ﴿قُلْ لِلّهِ الشَّفاعَةُ جَمِيعاً﴾ يملك الشفاعة كلها، فلا يستطيع أحد أن يشفع عنده إلا أن يكون المشفوع له مرتضى والشفيع مأذونا له بالشفاعة، وما في ذلك من تكريم للشفيع والمشفوع له ﴿لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ﴾ فلا يتصرف أحد بدون إذنه ورضاه ﴿ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ﴾ فتتحقق العدالة في الآخرة على أتم وجه.

﴿وَإِذا ذُكِرَ اللهُ وَحْدَهُ اِشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَإِذا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ إِذا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ﴾ (٤٥)

٤٥ - ﴿وَإِذا ذُكِرَ اللهُ وَحْدَهُ﴾ ولم تذكر معه آلهتهم ﴿اِشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ﴾ لأن الإيمان بالآخرة يتضمّن اعترافهم بالمسؤولية الأخلاقية ﴿وَإِذا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ﴾ من المعبودات الوهمية ﴿إِذا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ﴾ لأن تلك المعبودات لا تفرض عليهم أي مسؤولية.

<<  <  ج: ص:  >  >>