للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

﴿وَوَهَبْنا لِداوُدَ سُلَيْمانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوّابٌ﴾ (٣٠)

٣٠ - ﴿وَوَهَبْنا لِداوُدَ سُلَيْمانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوّابٌ﴾ سليمان رجّاع إلى الله تعالى بالاستغفار، كما أبوه داوود.

﴿إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصّافِناتُ الْجِيادُ﴾ (٣١)

٣١ - ﴿إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ﴾ بعد الظهر ﴿الصّافِناتُ الْجِيادُ﴾ الجياد جمع جواد، والصافنات من الخيل التي ترفع إحدى قوائمها عند السكون وطرف حافرها على الأرض، والمعنى أنها إذا وقفت كانت ساكنة مطمئنة بأحسن الأشكال، وإذا جرت كانت سراعا في جريها، والمعروف أن سليمان كان محبّا للخيل، حتى إنه كان يتاجر بها على نطاق واسع، مع مصر في الجنوب ومع الحثيين في الشمال.

﴿فَقالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَنْ ذِكْرِ رَبِّي حَتّى تَوارَتْ بِالْحِجابِ﴾ (٣٢)

٣٢ - ﴿فَقالَ﴾ سليمان في أثناء عرض الجياد عليه ﴿إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ﴾ أحببت كلّ ما هو خير ﴿عَنْ ذِكْرِ رَبِّي﴾ لأنني أذكر الله دوما، وما فتئ سليمان يكرر الذكر: ﴿حَتّى تَوارَتْ بِالْحِجابِ﴾ توارت الجياد عن الرؤية بحجاب البعد، أو حجاب المسافة، بعد جريها لمسافات طويلة.

﴿رُدُّوها عَلَيَّ فَطَفِقَ مَسْحاً بِالسُّوقِ وَالْأَعْناقِ﴾ (٣٣)

٣٣ - قال سليمان لأصحابه بعد أن توارت الجياد بحجاب البعد: ﴿رُدُّوها عَلَيَّ﴾ أي الجياد ﴿فَطَفِقَ مَسْحاً بِالسُّوقِ وَالْأَعْناقِ﴾ صار يمسح سوقها وأعناقها بيديه، حبّا بها، وتحببا إليها، والمغزى أن محبة الله الحقيقية تقتضي محبة مخلوقاته.

﴿وَلَقَدْ فَتَنّا سُلَيْمانَ وَأَلْقَيْنا عَلى كُرْسِيِّهِ جَسَداً ثُمَّ أَنابَ﴾ (٣٤)

٣٤ - ﴿وَلَقَدْ فَتَنّا سُلَيْمانَ﴾ الفتنة هي الاختبار والابتلاء ﴿وَأَلْقَيْنا عَلى كُرْسِيِّهِ جَسَداً﴾ اختبار سليمان بجعله مجرد جسد مادي على كرسي العرش

<<  <  ج: ص:  >  >>