٣١/ ٩)، وتكرّر ادعاء النصارى به في بعض أسفار العهد الجديد، وقد استخدم اليهود تعبير أبناء الله مجازا، بمعنى أحبائه، غير أنّ النصارى استخدموا التعبير على أنه حقيقة بالنسبة للمسيح ﵇ تعالى الله عمّا يقولون علوّا كبيرا - ﴿قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ﴾ إن كنتم أبناء الله كما تدّعون فلم يعذّبكم بذنوبكم؟ فانظروا ما حدث لكم من العذاب والقتل والتشريد والفتن في تاريخكم، وكيف يتكرر هذا العذاب في كل زمان عندما يحصل سببه، فلستم معصومين منه في الدنيا، عدا ما ينتظركم من عذاب الآخرة ﴿بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ﴾ تنطبق عليكم سننه تعالى وتتحملون عواقب أعمالكم كغيركم من البشر ﴿يَغْفِرُ لِمَنْ يَشاءُ﴾ يغفر ذنوب من يشاء من أهل طاعته ﴿وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ﴾ يعذّب من يشاء تعذيبه من أهل معصيته ﴿وَلِلّهِ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما﴾ يحكم فيها ما يريد بحكمته ﴿وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ﴾ تؤول إليه أمور خلقه دون غيره، فيعذبهم في الآخرة على كفرهم وغرورهم، وعلى ادعائهم الباطل أنهم أبناء الله وأحباؤه.
١٩ - ﴿يا أَهْلَ الْكِتابِ﴾ من اليهود والنصارى ﴿قَدْ جاءَكُمْ رَسُولُنا﴾ النبي المنتظر المذكور في كتبكم، والذي كنتم تتطلعون إلى قدومه، انظر مثلا (سفر متّى ١١/ ٣) و (سفر يوحنا ١/ ١٩ - ٢٥)، ﴿يُبَيِّنُ لَكُمْ﴾ يبين لكم الشرائع والدين الصحيح، ويبين التغيير ويصحح التحريف الذي طرأ على كتبكم منذ بعث أنبيائكم، ويحرركم من الوهم بأنكم شعب الله المختار أبد الدهر، أو أنكم أبناء الله وأحباؤه، ويحرركم من العقائد الفاسدة، التي دخلت على دينكم ممّا لم يأت بها موسى ولا عيسى المسيح ﵉ ﴿عَلى فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ﴾ بعد انقطاع من الرسل، يقال فتر الشيء فتورا إذا نقصت حدّته، وسميت المدة التي بين الأنبياء فترة لفتور العمل بشرائعهم، وقد جاءت بعثة خاتم الأنبياء والرسل