١٠٢ - ﴿ذلِكُمُ اللهُ رَبُّكُمْ﴾ القادر على كل شيء، كما ورد في الآيات (٩٥ - ١٠١) ﴿لا إِلهَ إِلاّ هُوَ خالِقُ كُلِّ شَيْءٍ﴾ وغيره لا يقدر على شيء من الخلق ﴿فَاعْبُدُوهُ﴾ وحده، لأن من انفرد بهذه الصفات كان وحده الجدير بالعبادة ﴿وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ﴾ مالك الأرزاق، لا مدبر إلا هو، الموكل بأمور عباده والرقيب عليها، وبيده الآجال، غير أن هذا العالم عالم الأسباب، قال الرازي: لولا الأسباب لما ارتاب مرتاب.
١٠٣ - ﴿لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ﴾ لا تحيط به أبصار عباده ﴿وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصارَ﴾ وهو محيط بأبصارهم وبصائرهم ﴿وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ﴾ هو وحده اللطيف من حيث أن العقل والفهم والخيال البشري كلها لا تستطيع الإحاطة به، وبالمقابل فهو وحده الخبير المحيط بأمور مخلوقاته.
١٠٤ - ﴿قَدْ جاءَكُمْ﴾ أيها الناس ﴿بَصائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ﴾ وهي آيات القرآن الكريم، لأنه تحصل بها البصيرة عند من اختار الإيمان، والبصيرة إدراك القلب ﴿فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ﴾ من يختار الإبصار يعود بالنفع لنفسه ﴿وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْها﴾ ومن اختار عمى القلب يعود بالضرر على نفسه ﴿وَما أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ﴾ وهو قول الرسول لهم، وقول كل داعية مسلم، أي لا أقوم بحفظ أعمالكم، ولا أحصيها عليكم، ولا أجازيكم بها، إنما أنا نذير، والله هو الحفيظ عليكم.