للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإنما يستحق التأييد والمديح، ولكن السبب ليس فقط قلّة إنصافكم، بل كون أكثركم فاسقين، أي خارجين عن أديانكم أصلا، اليهود عاندوا موسى وعصوه وعاندوا غيره من أنبيائهم وقتلوهم، وتلاعبوا بالتوراة، والنصارى أيضا تخلوا عن دين المسيح واتبعوا ديانة بولس، وأضاعوا الإنجيل، وكتبوا أسفارا من عندهم، فلا غرابة أن أكثرهم لا يؤمنون بالقرآن، انظر شرح الآيات (١٣، ١٤، ٣٣، ٤٣، ٤٧، ٤٨).

﴿قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللهِ مَنْ لَعَنَهُ اللهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنازِيرَ وَعَبَدَ الطّاغُوتَ أُولئِكَ شَرٌّ مَكاناً وَأَضَلُّ عَنْ سَواءِ السَّبِيلِ﴾ (٦٠)

٦٠ - ﴿قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللهِ مَنْ لَعَنَهُ اللهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنازِيرَ﴾ الأدهى من نقمتكم علينا، التي ليس لها مبرر، هو الجزاء الذي سوف تلقونه من الله تعالى، فهو قد أبعدكم من رحمته، وغضب عليكم، وجعلكم بمثابة القردة في نزواتكم، وكالخنازير في اتباع غرائزكم وشهواتكم ﴿وَعَبَدَ الطّاغُوتَ﴾ وقد عبدتم الطاغوت، أي من يطغى عن الحد وهو كلّ رأس في الضلال، والعبادة بمعنى الطاعة المطلقة، فقد ارتكس اليهود إلى عبادة آلهة الوثنية مرارا وتكرارا في تاريخهم ﴿أُولئِكَ شَرٌّ مَكاناً﴾ في الدنيا والآخرة ﴿وَأَضَلُّ عَنْ سَواءِ السَّبِيلِ﴾ بعيدين جدا عن الطريق الصحيح.

﴿وَإِذا جاؤُكُمْ قالُوا آمَنّا وَقَدْ دَخَلُوا بِالْكُفْرِ وَهُمْ قَدْ خَرَجُوا بِهِ وَاللهُ أَعْلَمُ بِما كانُوا يَكْتُمُونَ﴾ (٦١)

٦١ - ﴿وَإِذا جاؤُكُمْ قالُوا آمَنّا﴾ وهم أهل الكتاب، قد يدّعون الإيمان نفاقا، أو اعتقادا منهم أن ما يؤمنون به من الضلال هو الإيمان الصحيح ﴿وَقَدْ دَخَلُوا بِالْكُفْرِ وَهُمْ قَدْ خَرَجُوا بِهِ﴾ جاؤوكم بنيّة سيئة سلفا، وبفكر منغلق من البداية، لا بفكر منفتح باحث عن الحقيقة، ومن يجيء بهذه العقلية لا يستفيد من الحوار، ولا يستنير بالهدي ﴿وَاللهُ أَعْلَمُ بِما كانُوا يَكْتُمُونَ﴾ لا تعلمون ما جاءوا به من المكر والخداع والكيد والنفاق.

<<  <  ج: ص:  >  >>