﴿وأن العدالة تقتضي أن تكون الحياة الدنيا مرحلة أولى فقط كي تكون ذات معنى، وليست نهاية المطاف: ﴿وَخَلَقَ اللهُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَلِتُجْزى كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ﴾ (٢٢)
غير أنه لا طائل من محاولة هدي من يجري وراء مادية الدنيا وقد جعل الهوى إلها، فالله تعالى يخلّيه لنفسه لعلمه أنّه أغلق عقله سلفا عن التفكّر:
وأمثاله يزعمون، بلا علم يقيني، أن أمور الكون تسير وفق قوانين عشوائية عمياء بالمصادفة، وأن ليس من خطة إلهية ولا مغزى من الحياة: ﴿وَقالُوا ما هِيَ إِلاّ حَياتُنَا الدُّنْيا نَمُوتُ وَنَحْيا وَما يُهْلِكُنا إِلاَّ الدَّهْرُ وَما لَهُمْ بِذلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلاّ يَظُنُّونَ﴾ (٢٤)
وإذا سمعوا آيات القرآن البينات لم يفكّروا بمعناها بل يكون جوابهم تحدّيا يليق بسذاجة الأغبياء: ﴿وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُنا بَيِّناتٍ ما كانَ حُجَّتَهُمْ إِلاّ أَنْ قالُوا اِئْتُوا بِآبائِنا إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ﴾ (٢٥)
ومعظم الناس جاهلون أو غافلون عن حقيقة القيامة: ﴿قُلِ اللهُ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يَجْمَعُكُمْ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ لا رَيْبَ فِيهِ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النّاسِ لا يَعْلَمُونَ﴾ (٢٦)
غير أنّ بطلان حساباتهم يظهر لهم جليا يوم قيام الساعة فتكون النتيجة خسران أنفسهم: ﴿وَلِلّهِ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَيَوْمَ تَقُومُ السّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَخْسَرُ الْمُبْطِلُونَ (٢٧)﴾