إضلال الناس عن الطريق السوي ﴿بِغَيْرِ عِلْمٍ﴾ يقيني، وإنما باتباع الظن والتقليد ﴿وَيَتَّخِذَها هُزُواً﴾ يتخذ سبيل الله والآيات القرآنية مجالا للهزء تنفيرا للناس منها، وإمعانا في الضلال ﴿أُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ﴾ وأمثال هؤلاء الناس موجودون في كل العصور، وليسوا مقتصرين على كفار مكة.
٧ - ﴿وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِ آياتُنا وَلّى مُسْتَكْبِراً كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْها﴾ من الناس المذكورين أعلاه ﴿كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْراً﴾ الوقر المانع من السماع، فقد أصمّ الاستكبار أذنيه عن سماع الحقيقة ﴿فَبَشِّرْهُ بِعَذابٍ أَلِيمٍ﴾ يتناسب مع ما اختار لنفسه من الاستكبار، والضلال والإضلال.
١٠ - بعد أن ذكرت الآيات (١ - ٩) أن القرآن مشتمل على الحكمة بما يكفي لإيمان المحسنين، بخلاف المستكبرين الذين يشترون لهو الحديث، تبين الآيتان (١٠ - ١١) من الإعجاز في خلق الأكوان ما لا يترك مجالا غير الإيمان بخالق واحد، وإبطال كلام المبطلين:
﴿خَلَقَ السَّماواتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَها﴾ المعنى هنالك عمد لا ترونها، وهي قوانين الفيزياء التي أوجدهاتعالى، وبموجبها يسير النظام الكوني ﴿وَأَلْقى فِي الْأَرْضِ رَواسِيَ﴾ جبالا ﴿أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ﴾ أي لئلاّ تميد الأرض وتهتز بكم،