للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والحذف منها والإضافة عليها ﴿وَعُلِّمْتُمْ ما لَمْ تَعْلَمُوا أَنْتُمْ وَلا آباؤُكُمْ﴾ عن طريق الوحي المتتابع ببعث الأنبياء والرسل عبر العصور ﴿قُلِ اللهُ﴾ فما الغرابة في كون منزّل التوراة والإنجيل قد أنزل القرآن على رسوله ﴿ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ﴾ دعهم، أيها المسلم، في باطلهم إذا لم تنفع الحجة معهم، والمغزى أن الغاية هو الحوار والإقناع بالحجة والبرهان، وليس بالقسر والإكراه، لأنّ الحساب على الله.

﴿وَهذا كِتابٌ أَنْزَلْناهُ مُبارَكٌ مُصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرى وَمَنْ حَوْلَها وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَهُمْ عَلى صَلاتِهِمْ يُحافِظُونَ﴾ (٩٢)

٩٢ - ﴿وَهذا كِتابٌ أَنْزَلْناهُ مُبارَكٌ﴾ وهو القرآن الكريم، وفي ذلك عودة لموضوع الآية (١٩)﴾، وكون القرآن مباركا لكثرة خيراته ومنافعه وأنه ثابت ومحفوظ لا يتطرق إليه النسخ ولا التحريف ﴿مُصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ﴾ مصدّق ما تقدّمه من الوحي الذي نزل على الأنبياء، ولا يصدّق بالضرورة كتب اليهود والنصارى بوضعها الحالي المشوّه والمحرّف، ولا حتى بالوضع الذي كانت عليه وقت نزول القرآن، فمن المعلوم أن كتبهم قد خضعت لكثير من التحريف والتغيير عبر تاريخها، كما أنه ليس المقصود تأكيد تشريعات اليهود والنصارى لأن القرآن قد نسخها [البقرة: ٢/ ١٠٦]، ولكن المقصود تأكيد ما تبقى من الحقائق الأساسية في كتبهم وقت نزول القرآن، وهو معنى تعبير - الذي بين يديه -، انظر شرح آيات [آل عمران: ٣/ ٣] و [المائدة: ٥/ ١٣ - ١٤].

﴿وَلِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرى﴾ أي لتنذر أهل أم القرى - بحذف المضاف -، وأم القرى هي مكة المكرمة، سمّيت كذلك لأن فيها الكعبة أول بيت وضع للناس ﴿وَمَنْ حَوْلَها﴾ إشارة للبشرية جمعاء، لأن دعوة الإسلام عالمية من جهة، ومن جهة ثانية فنحن نعلم الآن علم اليقين أن المسلمين في كافة أنحاء العالم يصلّون متوجهين إلى مكة فهذا مصداق حرفي لكونهم من حولها ﴿وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ﴾

<<  <  ج: ص:  >  >>