للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلى نور الإيمان، والتوحيد الخالص، والتحرر من عبودية الدنيا ﴿وَيَهْدِيهِمْ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾ يوفّقهم ويثبّتهم على طريق الإسلام.

﴿لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قالُوا إِنَّ اللهَ هُوَ الْمَسِيحُ اِبْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللهِ شَيْئاً إِنْ أَرادَ أَنْ يُهْلِكَ الْمَسِيحَ اِبْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً وَلِلّهِ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما يَخْلُقُ ما يَشاءُ وَاللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ (١٧)

١٧ - بعد أن بيّن تعالى أخذ ميثاق الذين قالوا إنهم نصارى، ونسيانهم حظّا من ذكرهم، وتفرقهم طوائف كثيرة، تبين هذه الآية سبب انحرافهم عن النصرانية:

﴿لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قالُوا إِنَّ اللهَ هُوَ الْمَسِيحُ اِبْنُ مَرْيَمَ﴾ وهم أتباع كنيسة بولس، والكفر في اللغة هو تغطية الشيء، كقوله تعالى: ﴿كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفّارَ نَباتُهُ﴾ [الحديد: ٥٧/ ٢٠]، فقد زعم بعضهم أن المسيح هو الإله المتجسد، وزعم بعضهم الآخر أنه ابن الله، وأنه الشخص الثالث في ثالوثهم الذي ابتدعته المجمّعات المسكونية، وهم في كل هذه الأقوال ينكرون الحقيقة.

﴿قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللهِ شَيْئاً إِنْ أَرادَ أَنْ يُهْلِكَ الْمَسِيحَ اِبْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً﴾ أي من يقدر أن يدفع عنهم قضاء الله وقدره إن أراد هلاكهم ﴿وَلِلّهِ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما﴾ يحكم فيها ما يريد بحكمته ﴿يَخْلُقُ ما يَشاءُ وَاللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ أي إن معجزات عيسى العديدة، وخلقه من غير أب، ليس موجبا لتأليهه، لأن خالق الكون والسنن والأسباب والمسببات يخلق ما يشاء ولا يستعصي على قدرته شيء.

﴿وَقالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصارى نَحْنُ أَبْناءُ اللهِ وَأَحِبّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ وَلِلّهِ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ﴾ (١٨)

١٨ - ﴿وَقالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصارى نَحْنُ أَبْناءُ اللهِ وَأَحِبّاؤُهُ﴾ إدعاء اليهود بذلك مذكور في أسفارهم، انظر (سفر الخروج ٤/ ٢٢) و (سفر جرميا

<<  <  ج: ص:  >  >>