للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

﴿والمنافق يكون مظهره وقوله خدّاعا وإن كان مستساغا في الظاهر: ﴿وَإِذا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ﴾ ولكنهم لقلة جدواهم كأعمدة الخشب المسنّدة إلى الحائط: ﴿كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ﴾ كما هم في حالة من الذعر والترقّب الدائمين: ﴿يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ﴾ ولكن يجب الحذر من مظهرهم المخادع وألسنتهم المعسولة: ﴿فَاحْذَرْهُمْ﴾ فقد لعنهم الله وأبعدهم من رحمته: ﴿قاتَلَهُمُ اللهُ﴾ بالنظر لإعراضهم وانصرافهم عن الحق: ﴿أَنّى يُؤْفَكُونَ﴾ (٤)

وهم في الصدّ عن سبيل الله مستكبرون في باطنهم، يعتقدون في أنفسهم المكر والدهاء: ﴿وَإِذا قِيلَ لَهُمْ تَعالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللهِ لَوَّوْا رُؤُسَهُمْ وَرَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ﴾ (٥)

فمن شأن أمثالهم أن يتركهم تعالى في تخبطهم ولا يجبرهم على الهدى:

﴿سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَهُمْ إِنَّ اللهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفاسِقِينَ﴾ (٦) أي لسوء استخدامهم مداركهم العقلية.

وهم لجهالتهم وضيق أفقهم ينهون الناس عن الإنفاق في سبيل الله، ولا يفقهون أن الله غالب على أمره، إذ بيده وحده خزائن السماوات والأرض:

﴿هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لا تُنْفِقُوا عَلى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ حَتّى يَنْفَضُّوا وَلِلّهِ خَزائِنُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَلكِنَّ الْمُنافِقِينَ لا يَفْقَهُونَ﴾ (٧)

ومغترّون بواقعهم الزائف لا يستوعبون أن العزة الحقيقية لله ولرسوله وللمؤمنين: ﴿يَقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ وَلِلّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلكِنَّ الْمُنافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ﴾ (٨)

ولذا تحذّر السورة المؤمنين من الانخداع بمتاع الدنيا الزائل كالمال والبنين، وتحضّهم على النظر في القرآن والتفكر والتأمل فيه كي لا يخسروا أنفسهم: ﴿يا﴾

<<  <  ج: ص:  >  >>