﴿والمنافق يكون مظهره وقوله خدّاعا وإن كان مستساغا في الظاهر: ﴿وَإِذا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ﴾ ولكنهم لقلة جدواهم كأعمدة الخشب المسنّدة إلى الحائط: ﴿كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ﴾ كما هم في حالة من الذعر والترقّب الدائمين: ﴿يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ﴾ ولكن يجب الحذر من مظهرهم المخادع وألسنتهم المعسولة: ﴿فَاحْذَرْهُمْ﴾ فقد لعنهم الله وأبعدهم من رحمته: ﴿قاتَلَهُمُ اللهُ﴾ بالنظر لإعراضهم وانصرافهم عن الحق: ﴿أَنّى يُؤْفَكُونَ﴾ (٤)
وهم في الصدّ عن سبيل الله مستكبرون في باطنهم، يعتقدون في أنفسهم المكر والدهاء: ﴿وَإِذا قِيلَ لَهُمْ تَعالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللهِ لَوَّوْا رُؤُسَهُمْ وَرَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ﴾ (٥)
فمن شأن أمثالهم أن يتركهم تعالى في تخبطهم ولا يجبرهم على الهدى: