للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[النظم في السورة]

﴿السكينة تنزل على قلب المؤمن في لحظات اليأس الحالكة، أو الاستنارة تطرق قلب الحائر الشاكّ، أو الإلهام الرباني يهدي قلب الضالّ الباحث عن الحقيقة فينزل عليه كالنجم الثاقب في ظلام الليل، أو كزائر الليل يطرق الباب:

﴿وَالسَّماءِ وَالطّارِقِ * وَما أَدْراكَ مَا الطّارِقُ * النَّجْمُ الثّاقِبُ﴾ (١ - ٣)

لأنّ الله تعالى القيوم الحافظ على عباده لا يترك عباده الباحثين عن الحقيقة بلا هداية: ﴿إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمّا عَلَيْها حافِظٌ﴾ (٤)

فليتأمّل الإنسان في معجزة خلقه ومنتهى ضعفه: ﴿فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسانُ مِمَّ خُلِقَ * خُلِقَ مِنْ ماءٍ دافِقٍ * يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرائِبِ﴾ (٥ - ٧)

وأن من خلقه أول مرة قادر على بعثه بعد الموت: ﴿إِنَّهُ عَلى رَجْعِهِ لَقادِرٌ﴾ (٨)

فلا تخفى منه على الله خافية: ﴿يَوْمَ تُبْلَى السَّرائِرُ﴾ (٩)

وتبدو قلة حيلته يوم الحساب: ﴿فَما لَهُ مِنْ قُوَّةٍ وَلا ناصِرٍ﴾ (١٠)

وليتأمل الإنسان أيضا معجزات الخلق في الأفلاك التي تدور حوله ثم ترجع:

﴿وَالسَّماءِ ذاتِ الرَّجْعِ﴾ (١١)

ومعجزة الأرض تنشق عن النبات: ﴿وَالْأَرْضِ ذاتِ الصَّدْعِ﴾ (١٢)

فماذا ينتظر المشكّكون كي يؤمنوا بالقرآن الذي هو القول الفصل، الفاصل بين الحق والباطل: ﴿إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ﴾ (١٣)

فقد نزل القرآن بالجدّ ولم ينزل باللعب: ﴿وَما هُوَ بِالْهَزْلِ (١٤)

<<  <  ج: ص:  >  >>