للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يهلكون مجتمعاتهم، لأن البشرية أحوج ما تكون إلى القيم الإسلامية الحقيقية ﴿وَما يَشْعُرُونَ﴾ أن الضرر مقتصر عليهم.

﴿وَلَوْ تَرى إِذْ وُقِفُوا عَلَى النّارِ فَقالُوا يا لَيْتَنا نُرَدُّ وَلا نُكَذِّبَ بِآياتِ رَبِّنا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ﴾ (٢٧)

٢٧ - ﴿وَلَوْ تَرى إِذْ وُقِفُوا عَلَى النّارِ﴾ فأيقنوا بالحق ﴿فَقالُوا يا لَيْتَنا نُرَدُّ﴾ إلى الحياة الدنيا حتى تكون لنا فرصة أخرى للاختبار ﴿وَلا نُكَذِّبَ بِآياتِ رَبِّنا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ﴾ هذا التمنّي بعد كشف الحجب ومعاينة العاقبة.

﴿بَلْ بَدا لَهُمْ ما كانُوا يُخْفُونَ مِنْ قَبْلُ وَلَوْ رُدُّوا لَعادُوا لِما نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ﴾ (٢٨)

٢٨ - ﴿بَلْ بَدا لَهُمْ ما كانُوا يُخْفُونَ﴾ على أنفسهم، فظهر لهم ما كانوا ينكرون ﴿مِنْ قَبْلُ﴾ في حياتهم الدنيا حيث الحقيقة كانت ساطعة أمامهم فعميت عنها بصيرتهم ﴿وَلَوْ رُدُّوا لَعادُوا لِما نُهُوا عَنْهُ﴾ لخبث طينتهم وسوء استعدادهم، ولأن نفوسهم اعتادت على ما كانت عليه فهم يعلمون الحق، ولا يعملون به، وهم قد علموا بعثة النبي والقرآن، وتبينت لهم العبر فلم ينتفعوا بها، وأكثر البشر عبيد لعاداتهم على علمهم بضررها ﴿وَإِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ﴾ الكذب على أنفسهم متأصّل فيهم، أنكروا البعث والنشور وزعموا أن الحياة مقتصرة على هذه الدنيا فقط كما سيرد في الآية التالية.

﴿وَقالُوا إِنْ هِيَ إِلاّ حَياتُنَا الدُّنْيا وَما نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ﴾ (٢٩)

٢٩ - ﴿وَقالُوا إِنْ هِيَ إِلاّ حَياتُنَا الدُّنْيا وَما نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ﴾ استمرار الخطاب من الآية السابقة أي لو ردّوا بعد المشاهدة لعادوا لما نهوا عنه وإلى القول بالكفر وعدم النشور، وذلك بعطف (قالوا) على (عادوا)، ويحتمل المعنى أيضا أن ذلك كان قولهم وكذبهم في حياتهم الدنيا.

<<  <  ج: ص:  >  >>