للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

﴿وَما أَرْسَلْنا مِنْ رَسُولٍ إِلاّ بِلِسانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللهُ مَنْ يَشاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ (٤)

٤ - استمرار الخطاب من الآية (١): ﴿وَما أَرْسَلْنا مِنْ رَسُولٍ إِلاّ بِلِسانِ قَوْمِهِ﴾ ليفقهوا ما يدعوهم إليه بسهولة من غير حاجة إلى ترجمة، ولم يخرج القرآن الكريم عن هذه القاعدة، انظر [فصّلت ٤٤/ ٤١]، لأن المشككين قالوا ويقولون كيف تكون رسالة الإسلام عالمية مع أنها باللغة العربية، انظر [الشعراء ١٩٨/ ٢٦ - ١٩٩]، ﴿لِيُبَيِّنَ لَهُمْ﴾ ما يدعوهم إليه من الهداية السماوية ﴿فَيُضِلُّ اللهُ مَنْ يَشاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشاءُ﴾ لأنه تعالى لا يضل إلا من يعلم أنه لن يؤمن، ولا يهدي إلاّ من يعلم أنه يؤمن، والمراد بالإضلال التخلية ومنع الألطاف، وبالهداية التوفيق واللطف، فالأمر متعلق بحرية اختيار المرء وميوله واستعداده وليس نتيجة جبر مفروض عليه ﴿وَهُوَ الْعَزِيزُ﴾ الغالب على أمره ﴿الْحَكِيمُ﴾ في شؤون عباده.

﴿وَلَقَدْ أَرْسَلْنا مُوسى بِآياتِنا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيّامِ اللهِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِكُلِّ صَبّارٍ شَكُورٍ﴾ (٥)

٥ - ﴿وَلَقَدْ أَرْسَلْنا مُوسى بِآياتِنا﴾ التي نزلت عليه في التوراة ﴿أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ﴾ استكمال الخطاب من الآية (١)﴾، أي كما أنزلنا عليك الكتاب يا محمد لتخرج الناس من الظلمات إلى النور، كذلك أرسلنا موسى قبلك بآياتنا ليخرج قومه من ظلمات الجهالة والوثنية إلى نور الإيمان والتوحيد ﴿وَذَكِّرْهُمْ بِأَيّامِ اللهِ﴾ أي بيوم الحساب، واستعمال الجمع بدل المفرد بقوله أيام لأن مفهوم الزمن في الآخرة لا معنى له ولا علاقة له بمفهومنا الدنيوي له ﴿إِنَّ فِي ذلِكَ﴾ التذكير ﴿لَآياتٍ﴾ إشارات ﴿لِكُلِّ صَبّارٍ﴾ يصبر على الابتلاء ﴿شَكُورٍ﴾ ويشكر النعم، أي لكل مؤمن لأن المؤمن هو الذي يصبر على الابتلاء ويشكر النعم.

<<  <  ج: ص:  >  >>