للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

﴿يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اِسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ إِنَّ اللهَ مَعَ الصّابِرِينَ﴾ (١٥٣)

١٥٣ - ﴿يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اِسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ إِنَّ اللهَ مَعَ الصّابِرِينَ﴾ الآية استمرار لما قبلها من حيث أنّ جعل المسلمين أمة وسطا تدعو الناس إلى الإسلام، وكون الرسالة السماوية الأخيرة نزلت عليهم وظهر فيهم خاتم الأنبياء والرسل، فانتقلت إليهم الزعامة الروحية للعالم بعد بني إسرائيل، كل ذلك سيجعل اليهود والمسيحية يتهجّمون عليهم، فأمر تعالى المسلمين بالاستعانة على عداوة الناس بالصبر والصلاة، كما أنّ الآية توجيه لكل مسلم لمواجهة كل محنة بالصبر والصلاة لأن الإيمان، وما يترتب عليه من العمل، يصاحبه مشاق وعناء كما سيرد في الآية (١٥٥)، ولو كانت النعم الدنيوية ملازمة للإيمان لبطل الاختبار والتكليف ولصار الإيمان قسريا، انظر الآية (١٢٦).

﴿وَلا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْواتٌ بَلْ أَحْياءٌ وَلكِنْ لا تَشْعُرُونَ﴾ (١٥٤)

١٥٤ - ﴿وَلا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْواتٌ بَلْ أَحْياءٌ وَلكِنْ لا تَشْعُرُونَ﴾ استمرار للخطاب السابق كأنه تعالى قال: استعينوا بالصبر والصلاة في إقامة الدين ومجاهدة عدوّكم، فإن حصل فيكم القتل فاعلموا أن قتلاكم أحياء عند الله، وأيضا استعينوا بالصبر والصلاة عند المصيبة، واعلموا أن قتلاكم أحياء عند الله.

﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَراتِ وَبَشِّرِ الصّابِرِينَ﴾ (١٥٥)

١٥٥ - ﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَراتِ﴾ استمرار الخطاب أي استعينوا بالصبر والصلاة عندما نبلوكم بالخوف والجوع، نتيجة محاربة الآخرين لكم، والابتلاء هو الاختبار وقلّله في قوله ﴿بِشَيْءٍ﴾ لأنّ كلّ بلاء أصاب الإنسان فهو أقلّ مما فوقه، وإنّما وعد الله عباده ذلك قبل وقوعه ليوطّنوا نفوسهم عليه (الزمخشري)، وقيل: إنّ

<<  <  ج: ص:  >  >>