للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[سورة الأحزاب - ٣٣ - مدنية]

[مقدمة]

نزلت سورة الأحزاب على فترات متباعدة تراوحت بين الأعوام ٣ - ٧ هجرية، وقدنزلت الآيات (٩ - ٢٧) بعد وقعة الخندق التي حدثت في شهر شوال بالعام ٥ للهجرة، وهي الوقعة التي أعطت السورة اسمها إذ عرفت أيضا بوقعة الأحزاب.

[ارتباط السورة بمجموعة السور المكية الأربع المتقدمة (العنكبوت - الروم - لقمان - السجدة)]

بعد أن ضربت سورة العنكبوت مثلا بالمستكبرين الذين يعبدون الأوهام والثروات، ويلهثون وراء السلطة والقيم الزائفة بأنهم كمن يلوذ ببيت العنكبوت: ﴿مَثَلُ الَّذِينَ اِتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللهِ أَوْلِياءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اِتَّخَذَتْ بَيْتاً وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ﴾ (٤١/ ٢٩)، وقد فاتهم أن الخلق ليس عبثا وإنما هو ذو مغزى: ﴿خَلَقَ اللهُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ﴾ (٤٤/ ٢٩)، كما فاتهم علم القرآن والعمل به ما هو أكثر من كاف لدنياهم وآخرتهم: ﴿أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنّا أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ يُتْلى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ﴾ (٥١/ ٢٩)، وفاتهم أنّ الحياة الدنيا لهو ولعب وأن حياة الآخرة هي الحياة الحقيقية: ﴿وَما هذِهِ الْحَياةُ الدُّنْيا إِلاّ لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوانُ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ﴾ (٦٤/ ٢٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>