فالجبال تساعد على توازن القشرة الأرضية ﴿وَبَثَّ فِيها﴾ في الأرض ﴿مِنْ كُلِّ دابَّةٍ﴾ أنواعا كثيرة ﴿وَأَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً﴾ المطر ﴿فَأَنْبَتْنا فِيها﴾ في الأرض ﴿مِنْ كُلِّ زَوْجٍ﴾ من كل جنس، لأنّ كلاّ منها مشتمل على عناصر التذكير والتأنيث ﴿كَرِيمٍ﴾ كثيرة النفع من النباتات، والتغير في الضمائر من الغائب إلى الحاضر في اسم الجلالة، كما هي العادة في تغيير الضمائر في الكثير من الآيات، يفيد أن الله تعالى ليس كمثله شيء، لا تحيط به الضمائر التي تستخدم للبشر.
١١ - ﴿هذا خَلْقُ اللهِ﴾ بما فيه من إعجاز وآيات باهرات ﴿فَأَرُونِي ماذا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ﴾ ممّن تشركون ﴿بَلِ الظّالِمُونَ﴾ المشركون الذين يعتقدون الألوهية في غير الله تعالى ﴿فِي ضَلالٍ مُبِينٍ﴾ أمام هذا الإعجاز.
١٢ - بعد مقدّمة الآيات (١ - ١١) ينتقل الخطاب إلى ذكر نصائح لقمان لابنه، الآيات (١٢ - ١٩)، ولقمان: حكيم قديم عند العرب، ورد ذكره قبل الإسلام في قصيدة للنابغة الذبياني.
﴿وَلَقَدْ آتَيْنا لُقْمانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اُشْكُرْ لِلّهِ وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّما يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ﴾ يعود نفع الشكر على صاحبه، كما الجحود ينعكس عليه سلبا ﴿وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ﴾ عن العالمين، غير محتاج للشكر، ولا يتضرر بجحود جاحد ﴿حَمِيدٌ﴾ جدير بالحمد وإن لم يحمده حامد.
﴿وَإِذْ قالَ لُقْمانُ لاِبْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ (١٣)﴾