للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والبرهان، وبالقدوة الحسنة بالعدل والإنصاف والقول والعمل والسيرة والأخلاق، كقوله تعالى: ﴿لِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النّاسِ﴾ [البقرة: ٢/ ١٤٣].

﴿وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً﴾ أي إن رفقة هذه الأصناف من الناس هي مما يطمح إليه العاقل.

﴿ذلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللهِ وَكَفى بِاللهِ عَلِيماً﴾ (٧٠)

٧٠ - ﴿ذلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللهِ﴾ ذلك الجزاء المذكور للأبرار هو الفضل الأسمى الذي لا يقارن معه فضل آخر ﴿وَكَفى بِاللهِ عَلِيماً﴾ بالنوايا والسرائر فيجازي بها.

﴿يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ فَانْفِرُوا ثُباتٍ أَوِ اِنْفِرُوا جَمِيعاً﴾ (٧١)

٧١ - ﴿يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ﴾ بأن تكونوا دوما على استعداد للدفاع عن دار الإسلام وبالتحضير لذلك سلفا، وهذه النقطة تتبع بالضرورة من نشوء الدولة الإسلامية المشار لها بالآية (٥٩)، لأنه عندما ينظّم المسلمون أنفسهم في كيان سياسي اجتماعي وفق الأسس القرآنية فيلزم بالضرورة أن يتوقعوا عداوة الأمم والجماعات المعادية للنظرة الإسلامية كسلوك حياتي ونظام اجتماعي عالمي وهذه بالتالي سوف تحاول تدمير الكيان الإسلامي أو إجهاضه، وهكذا فإن مفهوم الجهاد في الإسلام - وهو تعبير عن الحرب الدفاعية المحضة - يلعب دورا أساسيا في المخطط الإسلامي الاجتماعي السياسي ﴿فَانْفِرُوا ثُباتٍ﴾ ثبات مفردها ثبة وهي الجماعة فيكون المعنى انفروا جماعات وسرايا على قدر الحاجة ﴿أَوِ اِنْفِرُوا جَمِيعاً﴾ أي نفيرا عاما إذا دخل العدو أرضكم.

﴿وَإِنَّ مِنْكُمْ لَمَنْ لَيُبَطِّئَنَّ فَإِنْ أَصابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قالَ قَدْ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيَّ إِذْ لَمْ أَكُنْ مَعَهُمْ شَهِيداً﴾ (٧٢)

٧٢ - ﴿وَإِنَّ مِنْكُمْ لَمَنْ لَيُبَطِّئَنَّ﴾ وهم المنافقون وضعاف النفوس والجبناء يبطئون أو يتخلفون عن الجهاد ﴿فَإِنْ أَصابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قالَ قَدْ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيَّ إِذْ﴾

<<  <  ج: ص:  >  >>