﴿فكانت عاقبة المنافقين والكفار واحدة في النار: ﴿فَكانَ عاقِبَتَهُما أَنَّهُما فِي النّارِ خالِدَيْنِ فِيها وَذلِكَ جَزاءُ الظّالِمِينَ﴾ (١٧)
فما يفعله المرء في دنياه يلقاه في الآخرة: ﴿يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اِتَّقُوا اللهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ ما قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاِتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ﴾ (١٨)
وتحذّر الآية المؤمنين أن يكونوا كالمنافقين والكفار أعمتهم الدنيا عن حقيقة الآخرة: ﴿وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللهَ فَأَنْساهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ﴾ (١٩)
فمن اقتصر همّه على الدنيا ليس كمن وضع الآخرة نصب عينيه: ﴿لا يَسْتَوِي أَصْحابُ النّارِ وَأَصْحابُ الْجَنَّةِ أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفائِزُونَ﴾ (٢٠)
وأنه لو كان للجبال عقل - كما للإنسان - فنزل عليها القرآن لعقلته وخشعت وتصدّعت: ﴿لَوْ أَنْزَلْنا هذَا الْقُرْآنَ عَلى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خاشِعاً مُتَصَدِّعاً مِنْ خَشْيَةِ اللهِ﴾ فكأنّ المصرّين على الكفر لا عقول لهم: ﴿وَتِلْكَ الْأَمْثالُ نَضْرِبُها لِلنّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ﴾ (٢١)
وأنه تعالى محيط بعالم الغيب وبما يضمر المنافقون من مكائد، كما هو محيط بعالم الشهادة: ﴿هُوَ اللهُ الَّذِي لا إِلهَ إِلاّ هُوَ عالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ هُوَ الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ﴾ (٢٢)