٨٦ - ﴿وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنا﴾ وهي آيات الله الدالّة على الوحدانية وعلى صدق نبوّة النبيّ ﷺ ﴿أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَحِيمِ﴾ كلّ فرد يثاب ويعاقب بحسب ما اختار من التصديق أو التكذيب.
﴿يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحَرِّمُوا طَيِّباتِ ما أَحَلَّ اللهُ لَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ﴾ (٨٧)
٨٧ - بعد انتهاء الخطاب عن أهل الكتاب الذي استمر من الآية (١٢) حتى الآية (٨٦)، يعود الخطاب بهذه الآية (٨٧) وحتى الآية (١٠٨)﴾ إلى موضوع أول السورة عن العقود والطيبات والمحرمات:
﴿يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحَرِّمُوا طَيِّباتِ ما أَحَلَّ اللهُ لَكُمْ﴾ بعد أن ذكر تعالى إيمان القسيسين والرهبان من المتعمقين في النصرانية، ومدحهم بأنهم لا يستكبرون لأنّ الغرور لا يحفزهم على الاعتقاد أن الدين قد ختم بهم أو أنه مقتصر عليهم دون غيرهم من البشر، ولمّا كان الرهبان قد اشتهروا بالتقشف والزهد ظنّا منهم أنّ ذلك يقربهم إلى الله زلفى، ولكي لا يقع الناس في هذا الالتباس الذي وقع فيه بعض الزهّاد والمتصوّفة، نهى تعالى المؤمنين أن يحرّموا ما أحلّ الله من الطيبات ممّا تتمتع به وتستسيغه الفطرة السليمة المعتدلة، لأن الإسلام ينشد التوازن والاعتدال في متطلبات الروح والجسد، وينشد الوفاء في كل منهما، والمسلمون في ذلك أمة وسط، وقدوة للناس، انظر آية [البقرة:
٢/ ١٤٣]، ﴿وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ﴾ لا تعتدوا بتجاوز الطيبات الحلال إلى الخبائث المحرّمة، ومن جهة ثانية لا تعتدوا بالإسراف في التمتع بالطيبات واللذّات بحيث يكون ذلك أكبر همّكم.