٥٣ - ﴿وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذابِ﴾ تهكّما وتعجيزا ﴿وَلَوْلا أَجَلٌ مُسَمًّى﴾ بإمهالهم، وإعطائهم الفرص للتفكّر والتدبّر في القرآن، وإعطائهم فرص التوبة، رحمة منه تعالى ﴿لَجاءَهُمُ الْعَذابُ﴾ عاجلا غير آجل، لكنّ الله تعالى أرحم بهم من أنفسهم ﴿وَلَيَأْتِيَنَّهُمْ بَغْتَةً﴾ إذا أصرّوا على الكفر ﴿وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ﴾ بمجيئه، فالموت أقرب بعيد، وليس بعده سوى الحساب.
٥٥ - ﴿يَوْمَ يَغْشاهُمُ الْعَذابُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ﴾ يأتيهم عذاب الآخرة من كل الجهات ﴿وَيَقُولُ ذُوقُوا ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ أي هذا نتيجة عملكم أوصلكم إلى هذه الحال.
٥٦ - بعد أن حضّت الآيات (٤٦ - ٥٥) على وجوب الدعوة، تبين الآيات (٥٦ - ٦٩) أن الدعوة تتطلب الهجرة والأسفار وجهاد النفس وتحمل المشاق:
﴿يا عِبادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِي واسِعَةٌ﴾ فلا مبرر أن تتحمّلوا الاضطهاد الديني من قبل أعدائكم، ولا أن يفتنوكم عن دينكم ﴿فَإِيّايَ فَاعْبُدُونِ﴾ ولا مبرر لحلول وسط في أمور العقيدة مع الكفار.