للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

﴿قالُوا سُبْحانَكَ لا عِلْمَ لَنا إِلاّ ما عَلَّمْتَنا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ﴾ (٣٢)

٣٢ - ﴿قالُوا سُبْحانَكَ لا عِلْمَ لَنا﴾ أي تنزيها لك وتعظيما أن يعلم الغيب أحد سواك، أو تنزيها لك وتعظيما أن يعترض على إرادتك، فلا علم لأحد بالأسرار المتعلقة بحكمة الله تعالى وخطّته في خلقه ﴿إِلاّ ما عَلَّمْتَنا﴾ لأن الله تعالى منبع العلم، وقد جعل في عباده القدرة على التعلم وعلى التفكير المجرد والمحاكمة، والفطرة السليمة والعقل، قال تعالى: ﴿الرَّحْمنُ * عَلَّمَ الْقُرْآنَ * خَلَقَ الْإِنْسانَ * عَلَّمَهُ الْبَيانَ﴾ [الرحمن ٥٥/ ١ - ٤].

﴿إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ﴾ العليم بشكل مطلق، الحكيم في خلقه وأفعاله.

﴿قالَ يا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمائِهِمْ فَلَمّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمائِهِمْ قالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ ما تُبْدُونَ وَما كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ﴾ (٣٣)

٣٣ - ﴿قالَ يا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمائِهِمْ فَلَمّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمائِهِمْ قالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ﴾ هذا البرهان على مقدرة آدم المعرفية، ومقدرته على الخيار بين الخطأ والصواب، كان جوابا على الشكوك التي أبدتها الملائكة في البداية، مما جعلها تدرك أنّ الله تعالى قد خوّل الإنسان بعض السلطة والحرية كما وهبه المعرفة والعلوم أيضا، وأنّ احتمال الإفساد وسفك الدماء بنتيجة جعل الإنسان خليفة في الأرض ما هو الاّ جانب واحد من الموضوع، أمّا الجانب الآخر فهو إيجابي ويوازن احتمال الإفساد وسفك الدماء، إذا استفاد الإنسان من العلم، قال البيضاوي: هذه الآيات تدل على شرف الإنسان وفضل العلم على العبادة ﴿وَأَعْلَمُ ما تُبْدُونَ وَما كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ﴾ ما كنتم تكتمون من تعجبكم لجعل خليفة في الأرض.

﴿وَإِذْ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اُسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلاّ إِبْلِيسَ أَبى وَاِسْتَكْبَرَ وَكانَ مِنَ الْكافِرِينَ﴾ (٣٤)

٣٤ - ﴿وَإِذْ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اُسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا﴾ كناية عن تكريم الإنسان وتفضيله على الملائكة بالعلم، لمعرفته الأسماء كلها، انظر آية [الأعراف

<<  <  ج: ص:  >  >>