أهلهم - بمن فيهم أبوهم - بالضر وأشفق عليهم ورأى أن قد حان الوقت لإعلامهم: ﴿قالَ هَلْ عَلِمْتُمْ ما فَعَلْتُمْ بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ﴾ أي أما آن لكم أن تدركوا قبح ما فعلتم بهما ﴿إِذْ أَنْتُمْ جاهِلُونَ﴾ أي فعلتم ما فعلتم عندما كنتم في جهالة الأنانية والمصلحة العاجلة، فكأنه بذلك يجد عذرا لهم، وهكذا تأكد لهم بمقالته هذه أنه يوسف، وربّما عرفوه لوجود بنيامين معه في موقع التكريم والحفاوة وليس في مقام المستعبد، ولربما استشفوا فيه ملامح من صغره، فقالوا له:
٩١ - ﴿قالُوا تَاللهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللهُ عَلَيْنا﴾ ليس فقط بالملك والعلم والحلم والفضل، وإنما بمنصب النبوة ﴿وَإِنْ كُنّا لَخاطِئِينَ﴾ متعمّدين للإثم فلم نتّق ولم نصبر، فلا غرابة أن آثرك الله علينا.
٩٢ - ﴿قالَ لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ﴾ أي لا تقريع عليكم ولا تأنيب ولا عتب، تأدّبا منه وحفظا لماء وجههم ﴿الْيَوْمَ﴾ ومن باب أولى في المستقبل ﴿يَغْفِرُ اللهُ لَكُمْ﴾ وهو دعاء لهم بالمغفرة منه تعالى ﴿وَهُوَ أَرْحَمُ الرّاحِمِينَ﴾ بمغفرته للتائبين.