﴿ولئلاّ يجنح البعض لتأليه النبي ﷺ كما فعلت المسيحية في تأليه عيسى ﵇ تؤكد السورة أنّ النبي مجرد بشر: ﴿وَما صاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ﴾ (٢٢) وقوله صاحبكم بمعنى هو الإنسان الذي عرفتموه طيلة حياتكم رجلا عاقلا أمينا أقام بين ظهرانيكم.
ولقد رأى النبيّ جبريل بلا أي إبهام في الأفق المبين عندما دنا منه فتدلّى فكان قاب قوسين أو أدنى: ﴿وَلَقَدْ رَآهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ﴾ (٢٣)، ونظيره قوله تعالى: ﴿ما كَذَبَ الْفُؤادُ ما رَأى﴾ [النجم ١١/ ٥٣].
وأن النبي ﵊ لم يكن ليكتم ما نزل عليه من الوحي وعلوم الغيب، فهو ملزم بتبليغ الرسالة: ﴿وَما هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ﴾ (٢٤)
ولذا فإن أي منحى آخر يتخذه البشر، غير القرآن الكريم، فهو إلى ضلال:
﴿فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ﴾ (٢٦)
وأن رسالة القرآن عالمية لجميع البشر، بيان وهداية وذكرى وليست إكراها:
﴿إِنْ هُوَ إِلاّ ذِكْرٌ لِلْعالَمِينَ﴾ (٢٧)
وأن الإنسان مكرّم بالخيار، أن يقبل رسالة القرآن ويختار طريق الاستقامة:
﴿لِمَنْ شاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ﴾ (٢٨)
ومع أن طريق الاستقامة والهداية متاح بلا إكراه لمن تميل إليه فطرته السليمة، فإنّ كل شيء متعلق بعلم الله الأزلي المسبق، فيما هو كائن وما سيكون: ﴿وَما تَشاؤُنَ إِلاّ أَنْ يَشاءَ اللهُ رَبُّ الْعالَمِينَ (٢٩)﴾.