أشكاله: فهنالك القرآن الكريم، وهنالك كمال العقل، وهنالك موت الأهل والأقارب، كلها تنذر بقرب الأجل ﴿فَذُوقُوا﴾ العذاب بما كفرتم وبالغتم في الكفر ﴿فَما لِلظّالِمِينَ﴾ أنفسهم ﴿مِنْ نَصِيرٍ﴾ في الآخرة.
٣٨ - ﴿إِنَّ اللهَ عالِمُ غَيْبِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ﴾ يعلم كلّ غيب فيهما، لا يخفى عليه خافية ﴿إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ﴾ ومن ذلك علمه تعالى بما في صدور عباده من النوايا والاستعداد، والمغزى؛ علمه بأنّ الكفر قد تمكّن في قلب صاحبه، إذ صمّم على ما هو فيه من الكفر والضلال، بحيث لو عمّر إلى الأبد لما أطاع الله ولا عبده.
٣٩ - ﴿هُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلائِفَ فِي الْأَرْضِ﴾ تتصرّفون فيها وتنتفعون منها كأنكم استخلفتم عليها، كما تخلفون بعضكم بعضا، أفرادا، ومجتمعات، وأمما، ودولا ﴿فَمَنْ كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ﴾ من استمرّ على كفره بعد أن لطف به الله تعالى وجعل له ما ينبّهه على ما يترتّب على الكفر، فيكون وبال كفره وجزاؤه عليه وحده ﴿وَلا يَزِيدُ الْكافِرِينَ كُفْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ إِلاّ مَقْتاً﴾ أشدّ البغض ﴿وَلا يَزِيدُ الْكافِرِينَ كُفْرُهُمْ إِلاّ خَساراً﴾ في آخرتهم.