للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على قومه ﴿فَلَمّا أَفَلَ قالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضّالِّينَ﴾ قاله على مسمع من قومه، وفي ذلك تعريض بضلالهم أشد من التلميح في الآية السابقة، وأضاف إليه أن هداية البشر متوقفة على الوحي الإلهي لا غير.

﴿فَلَمّا رَأَى الشَّمْسَ بازِغَةً قالَ هذا رَبِّي هذا أَكْبَرُ فَلَمّا أَفَلَتْ قالَ يا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمّا تُشْرِكُونَ﴾ (٧٨)

٧٨ - ﴿فَلَمّا رَأَى الشَّمْسَ بازِغَةً قالَ هذا رَبِّي هذا أَكْبَرُ﴾ قاله أيضا مخاطبا قومه ليقيم الحجة عليهم، أي إن الشمس تظهر أكبر من غيرها فيجب أن تكون أكثر جدارة بالربوبية بزعمكم، وهو بذلك يعرّض بإله الشمس عندهم المسمّى شمش Shamash ، انظر شرح الآية (٧٥)، ﴿فَلَمّا أَفَلَتْ﴾ أي غابت واختفت ﴿قالَ يا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمّا تُشْرِكُونَ﴾ انتقل إبراهيم من التلميح بضلال قومه (الآية ٧٦)، إلى التعريض بهم (الآية ٧٧)، إلى التبرؤ من شركهم بعبادة الكواكب والأصنام.

﴿إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفاً وَما أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾ (٧٩)

٧٩ - ﴿إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ﴾ قلبي وعقلي ﴿لِلَّذِي فَطَرَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ﴾ وهو كقوله تعالى مخاطبا النبي ﴿قُلْ أَغَيْرَ اللهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فاطِرِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ﴾ (١٤).

﴿حَنِيفاً﴾ أي مائلا عن كل ما أنتم عليه من الضلال والعوج، ومائلا عن معبوداتكم الباطلة إلى الاستقامة وإلى عبادة المعبود الحقيقي فاطر السماوات والأرض ﴿وَما أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾ أي وإضافة إلى ذلك فأنا أعبد الخالق وحده، ولا أشرك بعبادته المخلوقات من كواكب وأصنام وغيرها ممّا يظنّ أنها تقرب إلى الله زلفى.

﴿وَحاجَّهُ قَوْمُهُ قالَ أَتُحاجُّونِّي فِي اللهِ وَقَدْ هَدانِ وَلا أَخافُ ما تُشْرِكُونَ بِهِ إِلاّ أَنْ يَشاءَ رَبِّي شَيْئاً وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً أَفَلا تَتَذَكَّرُونَ (٨٠)﴾.

<<  <  ج: ص:  >  >>