للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوله تعالى في سورة القمر: ﴿وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُسْتَطَرٌ﴾ [القمر ٥٣/ ٥٤]، ما يفيد قوله في هذه السورة: ﴿فَيَوْمَئِذٍ لا يُسْئَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَلا جَانٌّ﴾ [الرحمن ٣٩/ ٥٥]،

وقوله تعالى في سورة القمر: ﴿إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلالٍ وَسُعُرٍ﴾ [القمر ٤٧/ ٥٤]، يقابله قوله في هذه السورة: ﴿يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيماهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّواصِي وَالْأَقْدامِ﴾ [الرحمن ٤١/ ٥٥]،

وقوله تعالى في سورة القمر: ﴿إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنّاتٍ وَنَهَرٍ﴾ [القمر ٥٤/ ٥٤]، وتفصيله قوله تعالى في هذه السورة: ﴿وَلِمَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ جَنَّتانِ﴾ [الرحمن ٤٦/ ٥٥].

[محور السورة]

تقرر السورة أنّ الرحمن تبارك اسمه أنزل على الإنسان علم القرآن - لمن أراد أن يتعلّم -: ﴿عَلَّمَ الْقُرْآنَ﴾ [١/ ٥٥]، وكرّم الإنسان بأن أمكنه من التعبير عن المسمّيات والفكر المجرّد: ﴿عَلَّمَهُ الْبَيانَ﴾ [٤/ ٥٥]، ووضع القوانين والسنن لتنتظم بها الأكوان والخلق، وأمر بتحقيق العدالة: ﴿أَلاّ تَطْغَوْا فِي الْمِيزانِ﴾ [٨/ ٥٥]، وخلق الإنس والجان، وسخّر الأرض ومعجزاتها للكائنات، وكتب عليها ألاّ يكون لها خلود على الأرض: ﴿كُلُّ مَنْ عَلَيْها فانٍ﴾ [٢٦/ ٥٥]، وأنّ جلاله تعالى وتدبيره العجيب في الخلق دائم الظهور: ﴿كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ﴾ [٢٩/ ٥٥]، وأن لا بد لكل مخلوق أن يواجه الحساب يوما: ﴿سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَ الثَّقَلانِ﴾ [٣١/ ٥٥]، حيث لا مفر يومئذ من ملك الله تعالى ولا من قضائه وسلطانه: ﴿لا تَنْفُذُونَ إِلاّ بِسُلْطانٍ﴾ [٣٣/ ٥٥]، وتجد كل نفس ما عملت محضرا: ﴿فَيَوْمَئِذٍ لا يُسْئَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَلا جَانٌّ﴾ [٣٩/ ٥٥]، فيجزى

<<  <  ج: ص:  >  >>