١٦ - عودة الخطاب إلى لقمان لابنه: ﴿يا بُنَيَّ إِنَّها إِنْ تَكُ﴾ الخصلة الحسنة أو السيئة ﴿مِثْقالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ﴾ إشارة إلى أنها في غاية الصغر ﴿فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ﴾ محجوبة بها ﴿أَوْ فِي السَّماواتِ﴾ في غاية البعد ﴿أَوْ فِي الْأَرْضِ﴾ في ظلمات الأرض ﴿يَأْتِ بِهَا اللهُ﴾ يحضرها فيحاسب عليها ﴿إِنَّ اللهَ لَطِيفٌ﴾ يصل علمه إلى كلّ خفيّ ﴿خَبِيرٌ﴾ عالم بكنهه.
١٧ - ﴿يا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ﴾ لأنّ الإيمان يستوجب التكليف ﴿وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ﴾ المعروف في موافقته للفطرة السليمة، وفي المجتمع أنه حسن ﴿وَاِنْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ﴾ ما تنكره الفطرة السليمة، وينكره المجتمع ﴿وَاِصْبِرْ عَلى ما أَصابَكَ﴾ من الشدائد ﴿إِنَّ ذلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ﴾ من الأمور الواجبة.
١٩ - ﴿وَاِقْصِدْ فِي مَشْيِكَ﴾ لا يكن مشي المتماوت، ولا مشي المتجبّر، بل وسطا بينهما ﴿وَاُغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ﴾ انقص منه ﴿إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْواتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ﴾ لشدة حدّتها وارتفاعها، والخلاصة أن لقمان أمر ابنه بالاعتدال.