للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١٤ - بعد أن فصّلت الآيات (١ - ١٣) لزوم قرن الإيمان بالعمل، ووجوب استخدام العقل والنهي عن التقليد في التوصل إلى الحقيقة التي جاءت بها الرسل، تضرب السورة مثلا بقصص بعض الرسل، الآيات (١٤ - ٤١):

﴿وَلَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً إِلى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلاّ خَمْسِينَ عاماً﴾ فبقيت عقولهم متشنجة على التقليد، لا يتمكنون من تقويم رسالة نوح لهم من حيث جدارتها وأصالتها، مع طول المدة ﴿فَأَخَذَهُمُ الطُّوفانُ﴾ بنتيجة عنادهم واستكبارهم ﴿وَهُمْ ظالِمُونَ﴾ أنفسهم بعدم استخدام إمكاناتهم الفكرية التي كرّمهم بها الله تعالى.

﴿فَأَنْجَيْناهُ وَأَصْحابَ السَّفِينَةِ وَجَعَلْناها آيَةً لِلْعالَمِينَ﴾ (١٥)

١٥ - ﴿فَأَنْجَيْناهُ﴾ من قومه المصرّين على الكفر ﴿وَأَصْحابَ السَّفِينَةِ﴾ ومن معه من المؤمنين ﴿وَجَعَلْناها﴾ سفينة نوح ﴿آيَةً لِلْعالَمِينَ﴾ عبرة لمن يعتبر، في نجاة المؤمنين وغرق الكفار.

﴿وَإِبْراهِيمَ إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ اُعْبُدُوا اللهَ وَاِتَّقُوهُ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ (١٦)

١٦ - عطف على الآية (١٤) والتقدير: وأرسلنا إبراهيم: ﴿وَإِبْراهِيمَ إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ﴾ في أور كلدان، بالعراق اليوم ﴿اُعْبُدُوا اللهَ﴾ وحده بلا شرك، ولا شركاء تزعمونهم ﴿وَاِتَّقُوهُ﴾ بنبذ عبادة الكواكب من شمس وقمر وغيرها ﴿ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ﴾ في دنياكم وآخرتكم ﴿إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ الحقيقة، وليس الأوهام.

﴿إِنَّما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ أَوْثاناً وَتَخْلُقُونَ إِفْكاً إِنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ لا يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقاً فَابْتَغُوا عِنْدَ اللهِ الرِّزْقَ وَاُعْبُدُوهُ وَاُشْكُرُوا لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ﴾ (١٧)

١٧ - ﴿إِنَّما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ أَوْثاناً﴾ هي المشارإليها بقوله تعالى: ﴿قالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هذا فَسْئَلُوهُمْ إِنْ كانُوا يَنْطِقُونَ﴾ [الأنبياء ٥٧/ ٢١ - ٦٣]،

<<  <  ج: ص:  >  >>