فنسبوا سلوكهم وفساد عملهم إلى المزاح ﴿قُلْ أَبِاللهِ وَآياتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِؤُنَ﴾ لأن الكفر والنفاق بمثابة استهزاء، والخوض واللعب لا يكونان في الكفر والنفاق.
٦٦ - ﴿لا تَعْتَذِرُوا﴾ أعذارا ليست حقيقية، لأنها كما يقال عذر أقبح من ذنب ﴿قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمانِكُمْ﴾ لأنّ النفاق، والعمل بمقتضاه، يجعل صاحبه بمثابة الكافر المرتد عن الدين ﴿إِنْ نَعْفُ عَنْ طائِفَةٍ مِنْكُمْ﴾ من التائبين ومن الضعفاء الذين لم يتوصلوا بعد إلى إيمان اليقين ﴿نُعَذِّبْ طائِفَةً﴾ أخرى منكم من المصرّين على النفاق وعلى الكفر غير نادمين ولا تائبين عنه ﴿بِأَنَّهُمْ كانُوا مُجْرِمِينَ﴾ بسبب أنهم أخرجوا كفرهم ونفاقهم إلى حيّز التنفيذ الإجرامي، ممّا يترتب عليه ضرر على المجتمع.
٦٧ - ﴿الْمُنافِقُونَ وَالْمُنافِقاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ﴾ متكاتفون على الضلال، فكأنهم جسد واحد جمعت خلّة النفاق بين مختلف فرقهم ﴿يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ﴾ من الأعمال، أي ما ينكره الشرع والعقل والفطرة السليمة ﴿وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ﴾ ينهون عن كل ما هو حسن في عرف الشرع والعقل والفطرة السليمة ﴿وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ﴾ عن أعمال الخير لشدة تعلقهم بالمادة ﴿نَسُوا اللهَ﴾ مجازا، أي جعلوا كلّ همهم الدنيا ﴿فَنَسِيَهُمْ﴾ تركهم تعالى لأنفسهم ولاختيارهم، وحجب عنهم لطفه وتوفيقه ﴿إِنَّ الْمُنافِقِينَ هُمُ الْفاسِقُونَ﴾ لأنهم ادّعوا الإيمان ثم خرجوا عنه، وهو معنى الفسوق.