للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

﴿يَنْصُرْكُمْ﴾، انظر [محمد ٧/ ٤٧]، ﴿وَهُوَ الْعَزِيزُ﴾ الغالب على أمره ﴿الرَّحِيمُ﴾ بعباده، مؤمنهم وكافرهم.

﴿وَعْدَ اللهِ لا يُخْلِفُ اللهُ وَعْدَهُ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النّاسِ لا يَعْلَمُونَ﴾ (٦)

٦ - ﴿وَعْدَ اللهِ﴾ بنصر المسلمين في بدر، ونصر الروم على الفرس ﴿لا يُخْلِفُ اللهُ وَعْدَهُ﴾ لا محالة ﴿وَلكِنَّ أَكْثَرَ النّاسِ لا يَعْلَمُونَ﴾ حقيقة الأمور، وإنما يعلمون ظاهرها فقط.

﴿يَعْلَمُونَ ظاهِراً مِنَ الْحَياةِ الدُّنْيا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غافِلُونَ﴾ (٧)

٧ - ﴿يَعْلَمُونَ ظاهِراً مِنَ الْحَياةِ الدُّنْيا﴾ ولا يعلمون أقل القليل من الغيب ﴿وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ﴾ عن حقيقتها ﴿هُمْ غافِلُونَ﴾ النتيجة أنهم غافلون عن حقيقة الدنيا، وحقيقة الآخرة.

﴿أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ ما خَلَقَ اللهُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما إِلاّ بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُسَمًّى وَإِنَّ كَثِيراً مِنَ النّاسِ بِلِقاءِ رَبِّهِمْ لَكافِرُونَ﴾ (٨)

٨ - بعد أن أوجزت الآيات (١ - ٧) تحقق النبوءات في نصر روم بيزنطة من جهة، ونصر المسلمين في بدر من جهة أخرى، وأن أكثر الناس مغترّون بالظاهر من الأمور، ينتقل الخطاب بالآيات (٨ - ١٩) إلى وجوب أخذ العبر من تاريخ الأمم السابقة وأسباب انحطاطها وسقوطها، والتفكر في مغزى الخلق وعاقبة الإيمان والكفر:

﴿أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ﴾ يتفكّروا لمصلحتهم، لأنّ التفكّر مفيد لهم ﴿ما خَلَقَ اللهُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما إِلاّ بِالْحَقِّ﴾ ليدركوا بنتيجة التفكّر أنّ الخلق ذو مغزى وليس عبثا ﴿وَأَجَلٍ مُسَمًّى﴾ المخلوقات تنتهي في الزمان والمكان لكنّ الخالق لا أوّل له ولا آخر ﴿وَإِنَّ كَثِيراً مِنَ النّاسِ بِلِقاءِ رَبِّهِمْ لَكافِرُونَ﴾ منكرون للآخرة بسبب عمايتهم، فهم إمّا من غير المفكّرين، أو من ذوي التفكير المنحرف.

<<  <  ج: ص:  >  >>