يوحنا ٢٠/ ١٧)، وقد ذكرت الموسوعة البريطانية Encyclopaedia Britannica ، الطبعة ١٤، ما يلي نصه بقلم الأب شارل أندرسون سكوت: - إنّ كتابات الأسفار الثلاثة الأولى من العهد الجديد تؤكد عقيدة مؤلفيها بأن المسيح لم يكن سوى بشر، ولا يوجد في الأسفار ما يبرر الاعتقاد أن المسيح ابن الله، كما ليس في أقوال المسيح وقت العشاء الأخير ما يبرر المعاني التي استخلصت منها فيما بعد، كما لا يوجد أي تلميح من قريب أو بعيد عن أية علاقة بين وفاة المسيح وبين مفهوم الخطيئة الأصلية أو الفداء -.
٧٣ - ﴿لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قالُوا إِنَّ اللهَ ثالِثُ ثَلاثَةٍ﴾ تطورت فكرة الثالوث عند أتباع بولس منذ المجمع المسكوني الأول المنعقد في نيقية، وحصل جدل مرير بين فلاسفتهم عن ماهية الشخص الثالث الذي قالوا إنه الروح القدس، ثم في المجمع المسكوني في القسطنطينية عام ٣٨١ م أصدروا قرارا بتعريفه أنه منبثق عن الأب والابن، وهو ما تندد به هذه الآية الكريمة بأنه كفر صريح، ومع أنهم قرروا هذه الفكرة في العام ٣٨١ م إلا أنها لم تعمم في الكنائس حتى القرن الحادي العشر، وقد انتقدها فوتيوس أسقف القسطنطينية بشدة، ولم تقبل الكنيسة الشرقية هذه العقيدة إلا بعد المؤتمر الكنسي الثالث المنعقد في القسطنطينية عام ٦٨٠ م ﴿وَما مِنْ إِلهٍ إِلاّ إِلهٌ واحِدٌ﴾ هو الله وحده، والجميع مخلوقاته ﴿وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمّا يَقُولُونَ﴾ عن مثل هذه الافتراءات التي يبتكرونها من عندهم، وليس لهم بها علم من المسيح أو الوحي، وإنما هي من تأثير الثقافة الوثنية اليونانية المحضة التي هيمنت على أفكارهم، وعلى فكر بولس من قبلهم ﴿لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ﴾ والجدير بالذكر أنه لم يرد في كتاب النصارى، المسمّى بالعهد الجديد، سوى إشارة واحدة فقط عن التثليث، وردت