للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٩٤ - ﴿وَلا تَتَّخِذُوا أَيْمانَكُمْ دَخَلاً بَيْنَكُمْ فَتَزِلَّ قَدَمٌ بَعْدَ ثُبُوتِها﴾ هذه الآية تبيّن أن من يتخذ الأيمان الكاذبة وسيلة للوصول إلى مكاسب دنيوية عن طريق خداع الأخرين، يؤول به ذلك إلى الزلل، والمعنى أنه ينحطّ إلى خلق جديد يسم شخصيته بالسوء ﴿وَتَذُوقُوا السُّوءَ﴾ بالمقابل ﴿بِما صَدَدْتُمْ عَنْ سَبِيلِ اللهِ﴾ بسبب صدّكم عن سبيل الله بأساليبكم الملتوية، وبسبب خيانتكم ودجلكم، فأفسدتم العقيدة والسلوك، وساهمتم في التفسخ والفساد الأخلاقي للمجتمع ﴿وَلَكُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ﴾ إن في الدنيا بنتيجة فساد المجتمعات وتفسخها، أو في الآخرة عذابا عظيما متناسبا مع حجم الجريمة، أو كلاهما معا،

﴿وَلا تَشْتَرُوا بِعَهْدِ اللهِ ثَمَناً قَلِيلاً إِنَّما عِنْدَ اللهِ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ (٩٥)

٩٥ - ﴿وَلا تَشْتَرُوا بِعَهْدِ اللهِ﴾ بحلف الأيمان الكاذبة ﴿ثَمَناً قَلِيلاً﴾ من حطام الدنيا الزائل ﴿إِنَّما عِنْدَ اللهِ﴾ من الثواب والأجر على المحافظة على العهد، والاستقامة ﴿هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ﴾ من نكث العهود ﴿إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ علم اليقين،

﴿ما عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَما عِنْدَ اللهِ باقٍ وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ ما كانُوا يَعْمَلُونَ﴾ (٩٦)

٩٦ - ﴿ما عِنْدَكُمْ﴾ من متاع الدنيا ﴿يَنْفَدُ﴾ بحلول الأجل، أو قبله ﴿وَما عِنْدَ اللهِ﴾ من الأجر والثواب ﴿باقٍ﴾ لكم في خلود الأخرة ﴿وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ ما كانُوا يَعْمَلُونَ﴾ أجر الصابرين على مصاعب الدنيا متناسب مع أحسن أعمالهم إطلاقا، وهذه مزيّة كبرى للصبر،

﴿مَنْ عَمِلَ صالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَياةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ ما كانُوا يَعْمَلُونَ﴾ (٩٧)

٩٧ - ﴿مَنْ عَمِلَ صالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى وَهُوَ مُؤْمِنٌ﴾ اشترط الإيمان مع العمل الصالح، لقوله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمالُهُمْ كَسَرابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ ماءً حَتّى إِذا جاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً وَوَجَدَ اللهَ عِنْدَهُ فَوَفّاهُ حِسابَهُ وَاللهُ﴾

<<  <  ج: ص:  >  >>