للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي سورة الزخرف قصة موسى مع فرعون [الزخرف ٤٦/ ٤٣ - ٥٦]، ثمّ في سورة الدخان بعثة موسى إلى فرعون مع إبراز عبر جديدة منها، ثمّ جانبا من بعثته إلى بني إسرائيل [الدخان ١٧/ ٤٤ - ٣٧].

[محور السورة]

بلوغ الوحي الإلهي ذروته بنزول القرآن الكريم: ﴿أَمْراً مِنْ عِنْدِنا إِنّا كُنّا مُرْسِلِينَ﴾ [٥/ ٤٤]، ومع ذلك فالكثير من الناس بين الشك واليقين: ﴿بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ يَلْعَبُونَ﴾ [٤٤ - ٩]، فلا يستفيدون من فرصة التوبة: ﴿إِنّا كاشِفُوا الْعَذابِ قَلِيلاً إِنَّكُمْ عائِدُونَ﴾ [١٥/ ٤٤]، بل ينكرون الآخرة والمسؤولية الأخلاقية والحساب: ﴿إِنَّ هؤُلاءِ لَيَقُولُونَ * إِنْ هِيَ إِلاّ مَوْتَتُنَا الْأُولى وَما نَحْنُ بِمُنْشَرِينَ﴾ [٣٥/ ٤٤]، مع أنّ الحياة ذات معنى وهدف رغم جهل الأكثرية بذلك: ﴿وَما خَلَقْنَا السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما لاعِبِينَ * ما خَلَقْناهُما إِلاّ بِالْحَقِّ وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ﴾ [٣٨/ ٤٤ - ٣٩]، وقد أنزل تعالى القرآن بلسان النبي لعلّ البشر يفقهون الحقيقة قبل فوات الأوان: ﴿فَإِنَّما يَسَّرْناهُ بِلِسانِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ * فَارْتَقِبْ إِنَّهُمْ مُرْتَقِبُونَ﴾ [٥٨/ ٤٤ - ٥٩].

[النظم في السورة]

تشير السورة إلى بدء نزول القرآن الكريم في ليلة القدر من رمضان، وختم الرسالات السماوية التي ما فتئت تنزل على البشر منذ بدء الخليقة، تعرّفهم بوجود الخالق وبمسؤوليتهم الأخلاقية وبيان ما يحتاجونه في دينهم ودنياهم، وتنذرهم من الانغماس في المطامع المادية: ﴿حم * وَالْكِتابِ الْمُبِينِ * إِنّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةٍ مُبارَكَةٍ إِنّا كُنّا مُنْذِرِينَ﴾ (١ - ٣)،

<<  <  ج: ص:  >  >>